امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 14 -صفحه : 618/ 506
نمايش فراداده

اللّه، أيّ شي‏ء كان أشدّ عليك ممّا مرّ؟فقال: شماتة الأعداء.

في النهاية خرج أيّوب عليه السّلام سالمامن بودقة الامتحان الإلهي، و نزول الرحمةالإلهيّة عليه يبدأ من هنا، إذ صدر إليهالأمر ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌبارِدٌ وَ شَرابٌ.

«اركض» مشتقّة من (ركض) على وزن (فقر و تعنيدكّ الأرض بالرجل، و أحيانا تأتي بمعنىالركض، و هنا تعطي المعنى الأوّل.

فاللّه الذي فجّر عين زمزم في صحراء يابسةو حارقة تحت أقدام الطفل الرضيع إسماعيل،هو الذي أصدر أمرا بتفجّر عين باردةلأيّوب ليشرب منها و يغتسل بمائها للشفاءمن كافّة الأمراض التي أصابته (الظاهرية والباطنية).

و يرى البعض أنّ تلك العين عبارة عن ماءمعدني صالح للشرب، و فيه شفاء لكلّالأمراض، و مهما كان فإنّه من لطف اللّه ورحمته النازلة على نبيّه الصابر المقاومأيّوب عليه السّلام.

(مغتسل) يعني الماء الذي يغسل به، و قالالبعض: إنّها تعني محل الغسل، لكنّ المعنىالأوّل أصحّ.

و على أيّة حال، فإنّ وصف ذلك الماءبالبارد، قد يكون إشارة إلى التأثيراتالخاصّة التي يتركها الماء البارد علىسلامة الجسم، و ذلك ما أثبته الطبّ الحديثاليوم. إضافة إلى أنّه إشارة لطيفة إلى أنّكمال ماء الغسل يتمّ إن كان طاهرا و نظيفاكماء الشرب.

و الشاهد على هذا ما جاء في الروايات مناستحباب شرب جرعة من الماء قبل الاستحمامبه «1».

النعمة المهمّة الاولى التي أعيدت علىأيّوب هي العافية و الشفاء و السلامة،أمّا بقيّة النعم التي أعيدت عليه،فاستعرضها القرآن المجيد

1- وسائل الشيعة، المجلد الأول، البابالثالث عشر من أبواب آداب الحمام الحديث 13.