امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 16 -صفحه : 569/ 156
نمايش فراداده

شجرة عصيرها مرّ، و إذا أصابت البدن تورّم«1».

و يعتقد البعض أنّ الزقوم في الأصل يعنيالابتلاع «2»، و يقول البعض: إنّها كلّطعام خبيث في النّار «3». و جاء في حديث أنّ هذه الكلمة لما نزلت فيالقرآن قال كفار قريش: ما نعرف هذه الشجرة،فأيّكم يعرف معنى الزقوم؟ و كان هناك رجلمن أفريقية قال: هي عندنا التمر و الزبد- وربّما قال ذلك استهزاء- فلما سمع أبو جهلذلك قال مستهزئا: يا جارية زقمينا، فأتتهالجارية بتمر و زبد، فقال لأصحابه: تزقموابهذا الذي يخوفكم به محمّد «4».

و ينبغي الالتفات إلى أنّ «الشجرة» تأتيفي لغة العرب و الاستعمالات القرآنيةبمعنى الشجرة أحيانا، و بمعنى مطلق النباتأحيانا. و «الأثيم» من مادة إثم، و هو المقيم علىالذنب، و المراد هنا الكفار المعاندونالمعتقدون، المصرون على الذنوب و المعاصيالمكثرون منها.

ثمّ تضيف الآية: كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِيالْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ.

«المهل»- على قول كثير من المفسّرين وأرباب اللغة- الفلز المذاب، و على قولآخرين- كالراغب في المفردات- هو درديّالزيت، و هو ما يترسب في الإناء، و هو شي‏ءمرغوب فيه جدا، لكن يبدو أنّ المعنىالأوّل هو الأنسب.

«و الحميم» هو الماء الحار المغلي، و تطلقأحيانا على الصديق الوثيق العلاقة والصداقة، و المراد هنا هو المعنى الأول.

على أي حال، فعند ما يدخل الزقوم بطونهؤلاء، فإنّه يولد حرارة عاليه لا تطاق، ويغلي كما يغلي الماء، و بدل أن يمنحهم هذاالغذاء القوة و الطاقة فإنّه‏

1- مجمع البيان، تفسير روح البيان، تفسيرروح المعاني.

2- لسان العرب مادة «زقم».

3- مفردات الراغب مادة (زقم).

4- تفسير القرطبي، المجلد 8، صفحة 5529 ذيلالآية (62) من سورة الصافات.