امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 16 -صفحه : 569/ 168
نمايش فراداده

و يعلم الجاهلين، و يذكر من كان له قلب. و قد ذكر بعض المفسّرين تفسيرا آخر لهذهالآية، يكون معنى الآية طبقا له: إنّك و إنكنت أميّا لم تدرس و تتعلم، لكنك تستطيع أنتقرأ بكلّ يسر و سهولة هذه الآيات العميقةالغنية المحتوى، و التي تبين الوحي والإعجاز الإلهي. غير أنّ التّفسير الأوّلأنسب.

و هذه الآية- في الواقع- شبيهة بالآية التيتكررت عدّة مرات في سورة القمر: وَ لَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَلِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ؟! لكنلما كان هناك جماعة لم يذعنوا لأمر اللّه،و لم يسلموا و يستسلموا رغم ذكر كل هذهالأوصاف، فقد هددتهم الآية الأخيرة وحذرتهم فقالت: فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْمُرْتَقِبُونَ فانتظر ما وعدك اللّهبالنصر على الكفار، و لينتظروا الهزيمة والخسران ...

انتظر نزول عذاب اللّه الأليم على هؤلاءالمعاندين الظالمين، ودعهم ينتظرونهزيمتك و عدم تحقق أهدافك السامية، ليعلمأي الانتظارين هو الصحيح؟

بناء على هذا، ينبغي أنّ لا يستفاد أبدامن الآية أنّ اللّه سبحانه يأمر نبيّه أنيكف كليا عن إبلاغهم رسالته، و ينهي نشاطهو فعالياته و جهاده، و يكتفي بأنّ يكونمنتظرا للنتيجة، و إنّما هو نوع تهديدلأولئك المتعصبين عسى أن يستيقظوا منسباتهم، و ينتبهوا من غفلتهم.

ملاحظات‏

1- «ارتقب» في الأصل مأخوذة من الرقبة، ولما كان من ينتظر شيئا يمد رقبته نحوهدائما، فقد جاءت بمعنى انتظار الشي‏ء ومراقبته.