نعم، هذا هو دليلهم الأجوف لأنّ اللّهسبحانه قد أبان للبشر قدرته على إحياءالأموات بطرق مختلفة، فإنشاء أوّلالإنسان من التراب، و تحولات النطفةالعجيبة في الرحم، و خلق السماء الواسعة والأرض، و إحياء الأراضي الميتة بعد هطولالأمطار عليها، ذكرت كلها كأسانيد حية علىإمكان القيامة و البعث الجديد، و كأفضلدليل على هذا المعنى، و بعد كلّ هذا لاحاجة إلى دليل آخر.
و بغض النظر عن ذلك، فإنّ هؤلاء كانوا قدأثبتوا أنّهم لا هدف لهم إلّا التذرع والتوسل بالحجج، للاستمرار في ضلالهم واعتقادهم المنحرف، فإذا كشف لهم عن مشهدإحياء الأموات فرضا فرأوه بأم أعينهم،فإنّهم سيقولون مباشرة: إنّه سحر، كماقالوا ذلك في الموارد المشابهة. إنّ التعبير بـ «الحجة» في مورد قول هؤلاءالفارغ هو كناية في الحقيقة عن أنّ هؤلاءلا دليل لهم إلّا عدم الدليل.