امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 16 -صفحه : 569/ 264
نمايش فراداده

يأمره بأخذ البيعة من الناس لابنه يزيد، وكان «عبد الرحمن بن أبي بكر» حاضرا فيالمجلس، فقال: يريد معاوية أن يجعل هذاالأمر هرقليا و كسرويا- ملكي الروم و فارس-إذا مات الآباء جعلوا أبناءهم مكانهم، وإن لم يكونوا أهلا لذلك، أو كانوا فساقا؟

فصاح مروان من على المنبر: صه، فأنت الذينزلت فيه: وَ الَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِأُفٍّ لَكُما.

و كانت «عائشة» حاضرة، فقالت: كذبت، وإنّي لأعلم فيمن نزلت هذه الآية، و لو شئتلأخبرتك باسمه و نسبه، لكن رسول اللّهصلّى الله عليه وآله وسلّم لعن أباك و أنتفي صلبه، فأنت فضض من لعنة رسول اللّه صلّىالله عليه وآله وسلّم «1». أجل ... و لقد كان ذنب عبد الرحمن عشقه ومحبّته لأمير المؤمنين علي عليه السّلام،و هو أمر كان يسوء بني أمية كثيرا، هذا منجهة.

و من جهة أخرى فإنّه كان مخالفا لصيرورةالخلافة وراثية، و تبديلها إلى سلطنة، وكان يعتبر أخذ البيعة ليزيد نوعا منالانحراف نحو الكسروية و الهرقلية، و لذلكأصبح غرضا لأعداء الإسلام الألداء، أي آلأميّة، فحرّفوا آيات القرآن فيه. و كم هو مناسب الجواب الذي أجابت به عائشةمروان بأنّ اللّه سبحانه لعن أباك إذ كنتخلفه، و هو إشارة إلى الآية (60) من سورةالإسراء حيث تقول:

وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِيالْقُرْآنِ «2».

1- أبو الفتوح الرازي في تفسيره، المجلد 10،صفحة 159، و نقل هذه الرواية بتفاوت يسير فيمجلد 9، صفحة 6017.

2- يراجع لتفسير هذه الآية ذيل الآية (60) منسورة الإسراء. و ينبغي الالتفات إلى أنّ«مروان بن الحكم» هو ابن «أبي العاص»، وهذا بدوره ابن «أميّة» أيضا.