الذنوب.
و تذكر الآية الأخيرة- من هذه الآيات- كلاممبلغي الجن، فتقول: وَ مَنْ لا يُجِبْداعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِيالْأَرْضِ وَ لَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِأَوْلِياءُ ينصرونه من عذاب اللّه، و لذلكفإنّ: أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ. أي ضلال أشد و أسوأ و أجلى من أن يهبّالإنسان إلى محاربة الحق و نبيّ اللّه، بلحتى إلى محاربة اللّه الذي لا ملجأ له سواهفي كلّ عالم الوجود، و لا يستطيع الإنسانأن يفر من حكومته إلى مكان آخر؟! و قد قلنامرارا: إنّ (معجز)- أو سائر مشتقات هذهالكلمة- تعني في مثل هذه الموارد العجز عنالمطاردة و التعقيب و المجازاة، و بتعبيرآخر: الفرار من قبضة العقاب.
و عبارة (في الأرض) إشارة إلى أنّكم حيثماتذهبون في الأرض فإنّه ملك اللّه وسلطانه، و لا يمكن أن تكونوا خارج حدودقدرته و قبضته، و إذا كانت الآية لا تتحدثعن السماء، فلأنّ مكان الإنس و الجن هوالأرض على كلّ حال.
كما قلنا سابقا، فإنّ البحث حول الجن وكيفية حياتهم و الخصوصيات الاخرىالمتعلقة بهم ستأتي في تفسير سورة الجن إنشاء اللّه تعالى، و الذي يستفاد من هذهالآيات أنّ الجن موجودات عاقلة لها إدراكو شعور، و هم مكلّفون بالواجبات الإلهية،و فيهم المؤمن و الكافر، و لديهم الاطلاعالكافي على الدعوات الإلهية.
و المسألة الملفتة للنظر في هذه الآيات هوالأسلوب الذي اتبعه هؤلاء للتبليغ من أجلالإسلام بين قومهم، فهم بعد حضورهم عندالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وسماعهم آيات