امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 16 -صفحه : 569/ 305
نمايش فراداده

يقول القرآن الكريم: وَ ما خَلَقْنَاالسَّماءَ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُماباطِلًا «1».

و فسّر البعض «الباطل» بالشيطان، و آخرونبالعبثية، لكن كما قلنا، فإنّ للباطل معنىواسعا يشمل هذين التّفسيرين و غيرهما. و تضيف الآية في النهاية: كَذلِكَيَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِأَمْثالَهُمْ أي: كما أنّه سبحانه قد بيّنالخطوط العامّة لحياة المؤمنين و الكفار،و عقائدهم و برامجهم العملية و نتائجأعمالهم في هذه الآيات، فإنّه يوضح مصيرحياتهم و عواقب أعمالهم.

يقول الراغب في مفرداته: المثل عبارة عنقول يشبه قولا في شي‏ء آخر بينهما مشابهةيبيّن أحدهما الآخر.

و يستفاد من كلام آخر له أنّ هذه الكلمةتستعمل أحيانا بمعنى «المشابهة»، وأحيانا بمعنى «الوصف». و الظاهر أنّ المراد في هذه الآية هوالمعنى الثاني، أي إنّ اللّه سبحانه يصفحال الناس هكذا، كما مثّل الجنّة في الآية(15) من سورة محمّد: مَثَلُ الْجَنَّةِالَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ.

و على أية حال، فالذي يستفاد من هذه الآيةجيدا، أنّنا كلما اقتربنا من الحق اقتربنامن الإيمان، و سنكون أبعد عن حقيقةالإيمان و أقرب إلى الكفر بتلك النسبةالتي تميل بها أعمالنا نحو الباطل، فإنّأساسي الإيمان و الكفر هما الحق و الباطل.

1- سورة ص، الآية 27.