امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 16 -صفحه : 569/ 436
نمايش فراداده

و ميادين الراحة غير مقبول بأي وجه و دليلعلى نفاقكم أو ضعف إيمانكم و جبنكم. الطريف هنا أنّ القرآن كرر التعبيربالمخلّفين في آياته، و بدلا من الاستفادةمن الضمير فقد عوّل على الاسم الظاهر.

و هذا التعبير خاصة جاء بصيغة اسم المفعول«المخلّفين» أي المتروكين وراء الظهر، وهو إشارة إلى أنّ المسلمين المؤمنين حينكانوا يشاهدون ضعف هؤلاء و تذرعهم بالحيلكانوا يخلّفونهم وراء ظهورهم و لا يعتنونأو يكترثون بكلامهم! و يسرعون إلى ميادينالجهاد!. و لكنّ من هم هؤلاء القوم المعبّر عنهم بـ«أولي بأس شديد» في الآية و أي جماعة هم؟!هناك كلام بين المفسّرين ...

و جملة تُقاتِلُونَهُمْ أَوْيُسْلِمُونَ تدلّ على أنّهم ليسوا من أهلالكتاب، لأنّ أهل الكتاب لا يجبرون علىقبول الإسلام، بل يخيّرون بين قبوله أودفع الجزية و الحياة مع المسلمين على شروطأهل الذمّة. و إنّما الذين لا يقبل منهم إلّا الإسلامهم المشركون و عبدة الأصنام فحسب، لأنّالإسلام لا يعترف بعبادة الأصنام دينا ويرى انّه لا بدّ من إجبار الناس على تركعبادتها.

و مع الالتفات إلى أنّه لم تقع معركةمهمّة في عصر النّبي بعد حادثة الحديبيّةمع المشركين سوى فتح مكّة و غزوة حنين،فيمكن أن تكون الآية المتقدّمة إشارة إلىذلك و خاصّة غزوة حنين لأنّها اشترك فيهاأولو بأس شديد من «هوازن» و «بني سعد». و ما يراه بعض المفسّرين من احتمال أنّالآية تشير إلى غزوة (مؤتة) التي حدثت معأهل الروم فهذا بعيد، لأنّ أهل الرومكانوا كتابيين.

و احتمال أنّ المراد منها الغزوات التيحدثت بعد النّبي و من جملتها غزوة