امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 16 -صفحه : 569/ 448
نمايش فراداده

مستكرهين و لا مجبرين بل طائعين مخيّرين»«1».

و نقرأ أخيرا في بعض كتبه لمعاوية حين لميبايع الإمام عليّا و كان يريد الانتقادمن‏ علي عليه السّلام قوله: «بايعني القومالذين بايعوا أبا بكر و عمر و عثمان على مابايعوهم عليه فلم يكن للشاهد أن يختار و لاللغائب أن يرد» «2».

و يستفاد من بعض عبارات النهج أنّ البيعةليست أكثر من مرة واحدة و لا سبيل لتجديدالنظر فيها و ليس فيها اختيار الفسخ، و منيخرج منها فهو طاعن، و من يتريث و يفكر فيقبولها أو ردّها فهو منافق. [إنّها بيعة واحدة لا يثنّى فيها النظر ولا يستأنف فيها الخيار الخارج منها طاعن والمروّي فيها مداهن‏] «3».

و يستفاد من مجموع هذه التعابير أنّالإمام عليه السّلام استدلّ على من لميقبلوا بأنّ إمامته منصوص عليها من قبلالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم - وكانوا يتذرّعون بحجج واهية- بالبيعة التيكانت عندهم من المسلم بها، و لم تكن لهمالجرأة على أن يرفضوا طاعة الإمام ويسمعوا لمعاوية و أمثال معاوية، فكماأنّهم يرون مشروعية الخلافة للخلفاءالثلاثة السابقين، فعليهم أن يعتقدوابأنّ خلافة الإمام مشروعة أيضا و أنيذعنوا له «بل إنّ خلافته أكثر شرعية لأنّبيعته كانت أوسع و كانت حسب رغبة الناس ورضاهم». فبناء على هذا لا منافاة بين الاستدلالبالبيعة و مسألة نصب الإمام بواسطة اللّهو النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وتأكيد البيعة.

لذلك فإنّ الإمام يشير في مكان من (نهجالبلاغة) نفسه بحديث الثقلين الذي‏

1- نهج البلاغة من كتاب له عليه السّلامرقم 1.

2- من كتاب له رقم 6، و ينبغي الالتفات إلىأنّ التعويل على بيعة الخلفاء السابقة هولأنّ معاوية كان منصوبا من قبلهم و كانيدافع عنهم فلا منافاة بين هذا و ما جاء فيالخطبة المعروفة بالشقشقية.

3- نهج البلاغة: من كتاب له برقم 7.