امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 16 -صفحه : 569/ 46
نمايش فراداده

«الزخرف» في الأصل بمعنى كل زينة مقترنةبالرسم و التصوير، و لما كان الذهب أحد أهموسائل الزينة، فقد قيل له: زخرف، و إنّماقيل للكلام الأجوف الذي لا فائدة فيه: كلاممزخرف، لأنهم يحيطونه و يلبسونه المزوقاتليصبح مقبولا.

و خلاصة القول: إنّ هذه الأسس المادية ووسائل الزينة الدنيوية، حقيرة لا قيمة لهاعند اللَّه تعالى فلا ينبغي أن تكون إلّامن نصيب الأفراد الذين لا قيمة لهمكالكافرين و منكري الحق، و لو لم يتأثرالناس من طلاب الدنيا و يميلوا إلى الكفرلجعل اللَّه تعالى هذه الأمور من نصيب هذهالفئة فقط، ليعلم الجميع أن هذه الأمورليست هي المعيار و المقياس لشخصية الإنسانو قيمته و مقامه.

ملاحظتان‏

1- الإسلام يحطم القيم الخاطئة

حقّا لا يمكن العثور على تعبير أبلغ مماورد في الآيات أعلاه لتحطيم المقاييس والقيم الكاذبة و القضاء عليها، و تغييربناء ذلك المجتمع الذي يدور محور تقييمشخصية الأفراد فيه حول مقدار ما يملكون منالإبل، و مقدار الدراهم و الدنانير، و عددالغلمان و الجواري و البيوت و أدواتالزينة، حتى أنّهم يتعجبون لماذا اختيرمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم للنبوة وهو اليتيم الفقير ماديا؟! إن أهم عمللرسالة السماء هو تحطيم أطر القيم الخاطئةهذه، و بناء القيم الإنسانية الأصيلةكالتقوى، و العلم، الإيثار و التضحية،الشهامة و الحلم على أنقاضها، و إلّا فإنّكل الإصلاحات ستكون فوقية و سطحية و غيرثابتة.

و هذا هو الذي قام به الإسلام و القرآن والرّسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّمعلى أحسن‏