امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 16 -صفحه : 569/ 473
نمايش فراداده

هذه الحالة في أفكار أهل مكّة و أنفسهمتأثيرا كبيرا و دليلا حيّا على قوةالمسلمين و حكمتهم! و على كلّ حال فإنّ«عمرة القضاء» كانت عبارة كما كانت فيالوقت ذاته عرضا «للعضلات المفتولة» وينبغي القول أنّ «فتح مكّة» الذي تحقّقبعد سنة أخرى كان قد نثر بذره في هذه السنةو هيّأ الأرضية لاستسلام أهل مكّةللفاتحين (المسلمين).

و كان هذا الأمر مدعاة لقلق رؤساء قريشإلى درجة أنّهم بعثوا رجلا بعد مضي ثلاثةأيّام إلى النّبي يطلب منه أن يغادر بسرعةهو و أصحابه مكّة طبقا للمعاهدة ... الطريف هنا أنّ النّبي تزوّج أرملة مننساء قريش و كانت من أقرباء بعض رؤسائهمالمعروفين و ذلك ليشدّ أواصره بهم و يخفّفمن غلوائهم و بغضائهم.

و حين سمع النّبي اقتراحهم بالمغادرة قال: «ما عليكم لو تركتموني فأعرست بينأظهركم فصنعنا لكم طعاما فحضر تموه».

قالوا: لا حاجة لنا في طعامك فاخرج عنّا.

و لو كان تمّ ذلك لكان له أثره في نفوذ أمرالنّبي في قلوبهم غير أنّهم لم يقبلوا ذلكمنه «1».

1- مجمع البيان للطبرسي، ج 9، ص 127- في ظلالالقرآن، ج 7، ص 511، تاريخ الطبري، ج 2، ص 310مع شي‏ء من التلخيص ..