امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 16 -صفحه : 569/ 476
نمايش فراداده

و هذا الأمر متحقق، لأنّ الإسلام متفوّقمن حيث الاستدلال و القدرة المنطقية علىجميع الأديان. و لكنّ جماعة آخرين فسّروا هذا الظهوربالغلبة الظاهرية و غلبة القوة، و موارداستعمال كلمة «يظهر» و مشتقاتها أيضا دليلعلى الغلبة الخارجية ... و لهذا يمكن القولأنّه بالإضافة إلى نفوذ الإسلام في مناطقكثيرة واسعة من الشرق و الغرب و هي تحتلوائه اليوم و تدين به أكثر من أربعين دولةإسلامية بنفوس يقدّر إحصاؤها بأكثر منمليارد نسمة فإنّه سيأتي زمان على الناسيستوعب الإسلام جميع أرجاء المعمورة«رسميّا» و سيكتمل هذا الأمر بظهور المهديأرواحنا فداء إن شاء اللّه.

و كما نقل عن بعض أحاديث النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم أنّه قال: «لا يبقى على ظهرالأرض بيت مدر و لا وبر إلّا أدخله اللّهكلمة الإسلام» «1».

و سبق أن بحثنا في هذا المجال في نفس هذاالتّفسير ذيل الآية (33) من سورة التوبةالمشابهة لهذه الآية محل البحث. و هنا ملاحظة تلتفت النظر إليها و هي أنّالبعض ذهب إلى أنّ التعبير بالهدى إشارةالى استحكام العقائد الإسلامية، في حينأنّ التعبير بـ «دين الحق» ناظر إلىحقّانية فروع الدين، إلّا أنّه لا دليللدينا على هذا التقسيم، و الظاهر أنّالهداية و الحقّانية هما في الأصول والفروع معا ...

و في عود الضمير في «ليظهره» هل يعود علىالإسلام أم على النبي؟ للمفسّريناحتمالان، إلّا أنّ القرائن تدل بوضوح علىأنّ المقصود هو دين الحق، لأنّه قريب منالضمير، هذا من حيث النظم و السبك اللغوي،كما أنّ المناسب ظهور الدين على الدينالآخر لا ظهور الشخص على الدين- أيضا-

1- تفسير مجمع البيان، الجزء 5، ص 25،القرطبي نقل هذه الرواية عن النّبي أيضاذيل الآية 55 من سورة النور، ج 7، ص 4692.