امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 16 -صفحه : 569/ 506
نمايش فراداده

إذا أرسلتني كالسكة المحماة أمضي لماأمرتني أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائبفقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : «بلالشاهد يرى ما لا يرى الغائب»، قال علي:فأقبلت متوشّحا بالسيف فوجدته عندهافاخترطت السيف فلمّا عرف أنّي أريده أتىنخلة فرقى إليها ثمّ رمى بنفسه على قفاه وشغر برجليه فإذا أنّه أجبّ امسح مال ممّاللرجال قليل و لا كثير فرجعت فأخبرتالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال:«الحمد للّه الذي يصرف عنّا السوء أهلالبيت» «1».

و ورد هذا الشأن ذاته في تفسير نورالثقلين ج 5 مع اختلاف يسير في العبارات ...

التّفسير

لا تكترث بأخبار الفاسقين

كان الكلام في الآيات الآنفة على ما ينبغيأن يكون عليه المسلمون و وظائفهم أمامقائدهم و نبيّهم محمّد صلّى الله عليهوآله وسلّم و قد ورد في الآيات المتقدّمةأمران مهمّان، الأوّل أن لا يقدموا بينيديه و الآخر هو مراعاة الأدب عند الكلاممعه و عدم رفع الصوت فوق صوته ...

أمّا الآيات محل البحث فهي تبيّن الوظائفالأخرى على هذه الأمّة إزاء نبيّها.

و تقول ينبغي الاستقصاء عند نقل الخبر إلىالنّبي فلو أنّ فاسقا جاءكم بنبإ فتثبّتواو تحقّقوا من خبره، و لا تكرهوا النّبي علىقبول خبره حتى تعرفوا صدقه ... فتقول الآياتأوّلا: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواإِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍفَتَبَيَّنُوا. ثمّ تبيّن السبب في ذلك فتضيف: أَنْتُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍفَتُصْبِحُوا عَلى‏ ما فَعَلْتُمْنادِمِينَ.

1- مجمع البيان، ج 9، ص 132، كما ورد في تفسيرنور الثقلين بصورة مسهبة، ج 5، ص 81.