و نختتم كلامنا هذا بحديث للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إذقال: «كلكم بنو آدم و آدم خلق من تراب ولينتهين قوم يفخرون بآبائهم أو ليكوننأهون على اللَّه من الجعلان» «1».
كما رأينا من قبل، فإنّ القرآن جعل أكبرامتياز للقوى، و عدّها معيارا لمعرفةالقيم الإنسانية فحسب! و في مكان آخر عدّهاخير الزاد و الشراب إذ يقول: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِالتَّقْوى «2».
أمّا في سورة الأعراف فقد عبّر عنهاباللباس: وَ لِباسُ التَّقْوى ذلِكَخَيْرٌ «3».
كما أنه عبّر عنها في آيات أخر بأنّهاواحدة من أول أسس دعوة الأنبياء، و يسموبها في بعض الآيات إلى أن يعبّر عن اللَّهبأنه أهل التقوى فيقول: هُوَ أَهْلُالتَّقْوى وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ «4».
و القرآن يعدّ التقوى نورا من اللَّه،فحيثما رسخت التقوى كان العلم و المعرفةإذ يقول: وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ «5». و يقرن التقوى بالبرّ في بعض آياته فيقول:وَ تَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى.
أو يقرن العدالة بالتقوى فيقول:اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى.
و الآن ينبغي أن نرى ما هي «حقيقة التقوى»التي هي أعظم رأس مال معنوي و افتخارللإنسان. أشار القرآن إشارات تكشف أستارا عن حقيقةالتقوى، فيذكر في آيات متعدّدة
1- في ظلال القرآن، ج 7، ص 538. 2- البقرة، الآية 197. 3- الأعراف، الآية 26. 4- المدّثر، الآية 56. 5- البقرة، الآية 282.