أجلهم.
كما تشير الآية (6) من سورة الكهف حيث نقرأفيها: فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلىآثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَاالْحَدِيثِ أَسَفاً.
.. و بالطبع فإنّ القائد الحقّ ينبغي أنيكون كذلك.
قال المفسّرون: لمّا نزلت هذه الآية حزنالنّبي و المؤمنون لأنّهم تصوّروا أنّ هذاآخر الكلام في شأن المشركين و أنّ وحيالسماء قد انقطع و يوشك أن يحيق بهم العذاب.. إلّا أنّه لم تمض فترة قصيرة حتّى نزلتالآية بعدها لتأمر النّبي بالتذكير: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُالْمُؤْمِنِينَ «1».
فكان أن أحسّ الجميع بالاطمئنان! و الآيةتشير إلى أنّ هناك قلوبا مهيّأة تنتظركلامك يا رسول اللّه و تبليغك ..
فإذا ما عاند جماعة و نهضوا بوجه الحقّمخالفين، فإنّ هناك جماعة آخرين تتوق إلىالحقّ من أعماق قلوبهم و أرواحهم و يؤثّرفيها كلامك اللّين!
لا بدّ من قلوب مهيّأة .. لقبول الحقّ:
لاحظوا المزارع و الفلّاح الذي ينثرالبذور، فقد تقع بعض هذه البذور علىالأحجار، و من الواضح أنّ ما يقع علىالأحجار و الصخور لا ينمو! و بعض هذهالبذور يقع على طبقة رقيقة من التراب الذييغطّي الصخر، فتثبت هذه البذور و تمدّجذورها، إلّا أنّ المكان حيث كان حرجا لايساعد على امتداد الجذور (لكون الأرضصخرية) فما أسرع من أن تجفّ البراعم و تموتالجذور.
1- مجمع البيان، ج 9، ص 161.