امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 140
نمايش فراداده

في عشر آيات من القرآن الكريم، تسع منهاكانت في الكلام على «طور سيناء» و هو الطورأو الجبل الذي نزل الوحي عنده على موسى،فيعلم أنّ المراد منه هنا في الآية محلّالبحث (الطور ذاته) خاصّة لو أنّنا لا حظناأنّ الألف و اللام في هذه الكلمة هي للعهد.

فبناء على ذلك، فإنّ اللّه يقسم في أوّلمرحلة بواحد من الأمكنة المقدّسة في الأرضحيث نزل عليها الوحي.

و في تفسير قوله تعالى: وَ كِتابٍمَسْطُورٍ احتمالات متعدّدة أيضا، إذ قالبعضهم: المراد به اللوح المحفوظ. و قالآخرون: بل هو القرآن الكريم، و مضى بعض إلىأنّه «صحيفة الأعمال»، و ذهب آخر إلى أنّه«كتاب التوراة» النازل على موسى عليهالسّلام.

و لكن بتناسب القسم المذكور آنفا فإنّالآية تشير هنا إلى «كتاب موسى» أو كلّكتاب سماوي.

فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ.

كلمة «الرقّ» مشتقّة من الرقّة، و هي فيالأصل الدقّة و اللطافة، كما تطلق هذهالكلمة على الورق أو الجلد الخفيف الذييكتب عليه و «المنشور»: معناه الواسع، ويعتقد بعضهم أنّ هذه الكلمة تحمل فيمفهومها معنى اللمعان أيضا.

فبناء على ذلك .. وقع القسم على كتاب نشرعلى صفحاته أحسن ما يكتب و هو في الوقتذاته مفتوح و واسع غير ملتو.

وَ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ.

هناك تفاسير مختلفة في «البيت المعمور»كذلك ... إذ قال بعضهم المراد منه البيتالذي في السماء محاذيا للكعبة، و هو معموربطواف الملائكة و زيارتهم إيّاه،