امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 23
نمايش فراداده

فيجيب الإمام عليه السّلام: إن كانتالحفظة لا تسمع فإنّ عالم السرّ يسمع ويرى» «1».

و يستفاد من هذه الرّوايات أنّ اللّهسبحانه يكتم بعض أحاديث المؤمن التي فيها(جانب سرّي) احتراما و إكراما له، إلّاأنّه حافظ لجميع هذه الأسرار.

و يستفاد من بعض الرّوايات أنّ حفظة الليلغير حفظة النهار، كما بيّنا هذا المعنى فيتفسير الآية 78 من سورة الإسراء من نفس هذاالتّفسير.

ملاحظة

الحبيب أقرب إلى الإنسان من نفسه!!

يقول بعض الفلاسفة: كما أنّ شدّة البعدتوجب الخفاء فإنّ شدّة القرب كذلك، فمثلالو كانت الشمس بعيدة عنّا جدّا لمارأيناها و لو كانت قريبة منّا جدّا أواقتربنا منها كثيرا فإنّ نورها سيذهلناإلى درجة بحيث لا نستطيع رؤيتها.

و في الحقيقة إنّ ذات اللّه المقدّسةكذلك: «يا من هو اختفى لفرط نوره»! و فيالآيات محلّ البحث تشبيه رائع لقرب اللّهإلى العباد إذ قالت حاكية عنه سبحانه: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِالْوَرِيدِ أي أنّ اللّه أقرب إلى الإنسانمن حبل الوريد.

و التشبيهات التي تقول مثلا العالم جميعهجسم و اللّه روحه، أو العالم كشعاع الشمس وهو قرصها و أمثال هذه لا يمكن أن توضّحالعلاقة القريبة كما وصفتها الآية.

و لعلّ أفضل تعبير هو ما ورد على لسان أمير المؤمنين عليه السّلامفي خطبته الاولى من نهج البلاغة إذ قال عنهسبحانه: «مع كلّ شي‏ء لا بمقارنة و غير كلّشي‏ء لا

1- اصول الكافي طبقا لما نقل في نورالثقلين، ج 5، ص 110.