فيجيب الإمام عليه السّلام: إن كانتالحفظة لا تسمع فإنّ عالم السرّ يسمع ويرى» «1».
و يستفاد من هذه الرّوايات أنّ اللّهسبحانه يكتم بعض أحاديث المؤمن التي فيها(جانب سرّي) احتراما و إكراما له، إلّاأنّه حافظ لجميع هذه الأسرار.
و يستفاد من بعض الرّوايات أنّ حفظة الليلغير حفظة النهار، كما بيّنا هذا المعنى فيتفسير الآية 78 من سورة الإسراء من نفس هذاالتّفسير.
يقول بعض الفلاسفة: كما أنّ شدّة البعدتوجب الخفاء فإنّ شدّة القرب كذلك، فمثلالو كانت الشمس بعيدة عنّا جدّا لمارأيناها و لو كانت قريبة منّا جدّا أواقتربنا منها كثيرا فإنّ نورها سيذهلناإلى درجة بحيث لا نستطيع رؤيتها.
و في الحقيقة إنّ ذات اللّه المقدّسةكذلك: «يا من هو اختفى لفرط نوره»! و فيالآيات محلّ البحث تشبيه رائع لقرب اللّهإلى العباد إذ قالت حاكية عنه سبحانه: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِالْوَرِيدِ أي أنّ اللّه أقرب إلى الإنسانمن حبل الوريد.
و التشبيهات التي تقول مثلا العالم جميعهجسم و اللّه روحه، أو العالم كشعاع الشمس وهو قرصها و أمثال هذه لا يمكن أن توضّحالعلاقة القريبة كما وصفتها الآية.
و لعلّ أفضل تعبير هو ما ورد على لسان أمير المؤمنين عليه السّلامفي خطبته الاولى من نهج البلاغة إذ قال عنهسبحانه: «مع كلّ شيء لا بمقارنة و غير كلّشيء لا
1- اصول الكافي طبقا لما نقل في نورالثقلين، ج 5، ص 110.