امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 239
نمايش فراداده

فبعضهم يعتقد أنّ جميع الذنوب تعدّ منالكبائر، لأنّ كلّ ذنب- أمام الخالقالكبير يعدّ ذنبا كبيرا.

في حين أنّ بعضهم ينظر إلى الذنوب نظرةنسبيّة فيرى كلّ ذنب بالنسبة إلى ما هوأهمّ منه صغيرا و بالعكس.

و قال آخرون إنّ الكبائر ما جاء الوعيد منقبل اللّه في القرآن بارتكابها! و ربّماقيل إنّ الكبائر ما يجري عليها «الحدّ»الشرعي.

إلّا أنّ الأفضل أنّ يقال بأنّه مع ملاحظةأنّ التعبير بالذنوب الكبيرة دليل علىعظمها، فكلّ ذنب فيه أحد الشروط التاليةيعدّ كبيرا:

أ- الذنوب التي ورد الوعيد من قبل اللّه فيشأنها و العذاب لمرتكبها.

ب- الذنوب المذكورة في نظر أهل الشرع ولسان الرّوايات بأنّها عظيمة.

ج- الذنوب التي عدّتها المصادر الشرعيّةأكبر من الذنوب التي هي من الكبائر.

د- و أخيرا الذنوب المصرّح بها فيالرّوايات المعتبرة بأنّها من الكبائر!.

و قد ورد ذكر الكبائر في الرّواياتالإسلامية مختلفا عددها فيه، إذ جاء فيبعضها أنّها سبع‏

«قتل النفس، و عقوق الوالدين، و أكلالربا، و العودة إلى دار الكفر بعدالهجرة، و رمي المحصنات بالزنا، و أكل مالاليتيم، و الفرار من [الزحف‏] الجهاد» «1».

و قد جاء في بعض الرّوايات ذكر هذا النصّ:

«كلّما أوجب عليه اللّه النار» [مكان عقوق الوالدين‏].

و جاء في بعض الرّوايات أنّها «عشر»، وأوصلتها روايات أخر إلى «تسع عشرة» كبيرة!و ربّما ترقّى هذا العدد إلى أكثر ممّا ذكرفي بعض الرّوايات أيضا «2».

1- الوسائل، ج 11- أبواب جهاد النفس الباب 46الحديث 1.

2- لمزيد الإيضاح يراجع المصدر السابقالباب 46 من أبواب جهاد النفس و قد جاء فيهذا الباب سبع و ثلاثون رواية ..