تماما .. هذا التعويل و التصريح به لأنّطائفة من المشركين العرب كانت تعبده،فالقرآن يشير إلى أنّ الأولى بالعبادة هواللّه لأنّه ربّ الشعرى «و ربّكم».
و ينبغي الالتفات- ضمنا- أنّ هناك نجمينمعروفين باسم الشعرى أحدهما إلى الجنوب ويدعى بنجم الشعرى اليماني «لأنّ اليمنجنوب الجزيرة العربية» و الآخر نجم الشعرىالشامي الواقع في الجهة الشمالية «و الشامشمال الجزيرة أيضا» إلّا أنّ المعروف والمشهور هو الشعرى اليماني.
و هناك لطائف و مسائل خاصّة في هذا النجم«الشعرى» سنتحدّث عنه بعد قليل.
إنّ ما تثيره هذه الآيات في الحقيقة إشارةإلى هذا المعنى، و هو أنّ أي نوع من أنواعالتدبير في هذا العالم إنّما يعود إلى ذاتاللّه المقدّسة، بدءا من مسألة الموت والحياة، إلى خلق الإنسان من نطفة لا قيمةلها، و كذلك الحوادث المختلفة التي تقع فيحياة الإنسان فتضحكه تارة و تبكيه اخرى،كلّ ذلك من تدبير اللّه سبحانه.
و النجوم و الكواكب المشرقة في السماءتطلع و تغيب بأمره و تحت ربوبيته.
و في الأرض الغنى و عدم الحاجة و ما يقتنيهالإنسان كلّ ذلك يعود إلى ذاته المقدّسة.
و بالطبع فإنّ النشأة الاخرى بأمره أيضا،لأنّها حياة جديدة و امتداد لهذه الحياة واستمرارها.
هذا البيان- يبرز خطّ التوحيد من جهة .. ومن- جهة اخرى- خطّ المعاد، لأنّ خالقالإنسان من نطفة لا قيمة لها في الرحم قادرعلى تجديد حياته أيضا.