امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 391
نمايش فراداده

فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ «1».

و يستفاد من مجموع آيات «القيامة» بصورةواضحة أنّ النظام الحالي للعالم سوفيتغيّر و يضطرب و تقع حوادث مرعبة جدّا فيكلّ الوجود، فتتغيّر الكواكب و السيّاراتو الأرض و السماء، و تحصل تغيّرات يصعبتصورها، و من جملتها ما ذكر في الآيةأعلاه، و هي انشقاق و تناثر الكراتالسماوية، حيث يصبح لونها أحمر بصورةمذابة كالدهن.

(وردة) و (ورد) هو الورد المتعارف، و لأنّلون الورد في الغالب يكون أحمر، فإنّ معنىالاحمرار يتداعى للذهن منها.

و يأتي هذا المصطلح أيضا بمعنى «الخيلالحمر»، و بما أنّ لونها يتغيّر في فصولالسنة حين يكون في الربيع مائلا إلىالصفرة، و في الشتاء يحمّر، و يقتم لونهافي البرد الشديد، فتشبيه السماء يومالقيامة بها هو بلحاظ التغيّرات التي تحصلفي ألوانها فتارة يكون لونها كالشعلةالوهاجة أحمر حارقا، و أحيانا أصفر، واخرى أسود قاتم و معتم.

«دهان» على وزن (كتاب)، بمعنى الدهنالمذاب، و تطلق أحيانا على الرسوباتالمتخلّفة للمادّة الدهنية، و غالبا ماتكون لها ألوان متعدّدة، و من هنا ورد هذاالتشبيه حيث يصبح لون السماء كالدهنالمذاب بلون الورد الأحمر، أو إشارة إلىذوبان الكرات السماوية أو اختلاف لونها.

و فسّر البعض «الدهان» بمعنى الجلد أواللون الأحمر، و على كلّ حال فإنّ هذهالتشبيهات تجسّد لنا صورة من مشهد ذلكاليوم العظيم. حيث أنّ حقيقة الحوادث فيذلك اليوم ليس لها شبيه مع أيّة حوادث اخرىمن حوادث عالمنا

1- توجد احتمالات متعدّدة في أنّ (إذا) فيالآية هل هي شرطية، أم فجائية، أم ظرفية، والظاهر أنّ الاحتمال الأوّل هو الأولى، وجزاء الشرط محذوف و يمكن تقديره هكذا:(فإذا انشقّت السماء فكانت وردة كالدهان،كانت أهوال لا يطيقها البيان).