«1».
و المراد من هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ما هو؟هناك تفسيران:
الأوّل: أنّه استفهام إنكاري، أي أنّجهنّم تقول لا مجال للزيادة، و بهذافينسجم هذا المعنى مع الآية 13 من سورةالسجدة: لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَالْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ و هوتأكيد على أنّ تهديد اللّه يتحقّق في ذلكاليوم تماما و أنّ جهنّم تمتلئ في يومالقيامة من الكفّار و المجرمين.
و الثّاني: إنّ هذه الجملة فيها طلبللزيادة! أي هل يوجد غير هؤلاء ليدخلواالنار، و أساسا فإنّ طبيعة كلّ شيء أنيبحث عن سنخه دائما، فلا النار تشبع منالكفّار و لا الجنّة تشبع من المؤمنينالصالحين.
إلّا أنّ هذا السؤال سيبقى بلا جواب، و هوأنّ مفهوم هذا الطلب أنّ جهنّم ما تزال غيرممتلئة، فلا تنسجم مع الآية 13 من سورةالسجدة آنفة الذكر التي تقول:
لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَالْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ.
و لكن ينبغي الالتفات إلى أنّ طلب المزيدلا يدلّ على عدم الامتلاء لأنّه:
أوّلا: قد يكون إناء مليء بالطعام مثلا،إلّا أنّ شخصا ما يزال يتمنّى أن لو أضيفإليه فيكون متراكما أكثر! ثانيا: هذا الطلبيمكن أن يكون طلبا لتضييق المكان على أهلجهنّم و عقابهم الأليم أو تمنّي السعةلاستيعاب أنفار آخرين أكثر.
و على كلّ حال، فإنّ هذه الآية تدلّ دلالةواضحة أنّ أهل جهنّم كثيرون، و أنّ صورةجهنّم مرعبة و موحشة و أنّ تهديد اللّهجدّي و حقّ يربك الفكر في كلّ إنسان فيهزّهو يحذّره ألّا يكون واحدا من أهلها! و هذاالتفكير يمكن أن يصيّره ورعا ملتزما فلايقدم على الذنوب الكبيرة و الصغيرة!
1- بأي كلمة متعلّق لفظ «يوم»؟ هناك ثلاثةوجوه- الوجه الأوّل أنّه متعلّق بمحذوف وتقديره اذكروا. و الوجه الثاني أنّهمتعلّق بيبدّل. و الوجه الثالث أنّهمتعلّق بظلّام، إلّا أنّ الأوّل أولى.