امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 401
نمايش فراداده

و «إستبرق» بمعنى الحرير السميك.

و الشي‏ء الظريف هنا أنّ أثمن قماشيتصوّر في هذه الدنيا يكون بطانة لتلكالفرش، إشارة إلى أنّ القسم الظاهر لايمكننا و صفه من حيث الجمال و الجاذبية.

حيث أنّ البطانة غالبا ما تستعمل منالقماش الردي‏ء قياسا للوجه الظاهري، وعلى هذا فإنّنا نلاحظ أنّ أراد نوع منالقماش في ذلك العالم يعتبر من أثمن و أرقىأنواع القماش في الدنيا، فكيف

الحالبالثمين من متاع الجنّة؟

و من المسلّم أنّ الهبات الإلهية في عالمالآخرة لا نستطيع وصفها بالألفاظ، و لاحتّى تصوّرها، إلّا أنّ الآيات الكريمةتعكس لنا شبحا و ظلالا عنها من خلالألفاظها المعبّرة.

و نقرأ أيضا في وصف المتع لأهل الجنّة حيثيحدّثنا القرآن عنهم بأنّهم يتكئون على«الأرائك»- التخت الذي له متّكأ- و«السرير» هو- التخت الذي ليس له متكأ- والاتّكاء هنا على فرش، و علينا عندئذ أننتصوّركم هي اللذات المتنوّعة في الجنّة،حيث تارة يتكأ على الأرائك و اخرى علىالسرر المفروشة بهذه الأفرشة الثمينة، وقد تكون امور اخرى من هذه النعم لا نستطيعإدراكها نحن سكّان هذا العالم.

و أخيرا، و في خامس نعمة يشير سبحانه إلىكيفية هذه النعم العظيمة حيث يقول: وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ.

نعم لا توجد صعوبة في قطف ثمار الجنّةكالصعوبة التي نواجهها في عالمنا هذا.

(جنى) على وزن (بقي) و تعني الفاكهة التينضج قطفها. (دان) في الأصل (داني) بمعنىقريب.

و مرّة اخرى يخاطب الجميع سبحانه بقولهتعالى: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُماتُكَذِّبانِ.