امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 422
نمايش فراداده

تتحدّث عن القيامة.

و في سورة الواقعة حيث يدور البحث حولمحور المعاد، نجد هذا واضحا في الآياتالاولى منها، حيث يبدأ سبحانه بقوله: إِذاوَقَعَتِ الْواقِعَةُ «1».

لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ و ذلك لأنّالحوادث التي تسبقها عظيمة و شديدة بحيثتكون آثارها واضحة في كلّ ذرّات الوجود.

«الواقعة» تشير إشارة مختصرة إلى مسألةالحشر، و لأنّ وقوعها حتمي فقد عبّر عنهابـ (الواقعة) و اعتبر البعض أنّها إحدىأسماء القيامة.

كلمة (كاذبة) هنا أخذت بمعناها المصدري، وهي إشارة إلى أنّ وقوع القيامة ظاهر و واضحإلى حدّ لا يوجد أي مجال لتكذيبه أو بحثه والنقاش فيه.

كما أنّ البعض فسّرها بمعناها الظاهريالذي هو اسم الفاعل، حيث قالوا بعدم وجودمن يكذّب هذا الأمر «2».

و على كلّ حال فإنّ الحشر لا يقترن بتغييرالكائنات فحسب، بل إنّ البشر يتغيّر كذلككما يقول سبحانه في الآية اللاحقةخافِضَةٌ رافِعَةٌ «3».

أجل، أنّها تذلّ المستكبرين المتطاولين،و تعزّ المحرومين المؤمنين و ترفعالمستضعفين الصادقين بعض يسقط إلى قاعجهنّم، و بعض آخر إلى أعلى عليين فيالجنّة.

و هذه هي خاصية المبادئ الإلهيّة العظيمة.

و لذلك نقرأ في رواية الإمام علي بن الحسين عليهالسّلام في تفسير هذه الآية أنّه قال:«خافضة خفضت و اللّه أعداء اللّه فيالنار، رافعة رفعت و اللّه أولياء اللّهإلى‏

1- تعتبر (إذا) منصوبة على الظرفية و الناصبله «ليس» الوارد في الآية الثانية مثل أننقول «يوم الجمعة ليس لي شغل» و يحتمل أنتكون منصوبة بفعل مقدّر تقديره (ذكر) إلّاأنّ الرأي الأوّل هو الأنسب.

2- إنّ سبب كون الضمير مؤنثا لتقديره (نفسكاذبة) أو (قضيّة كاذبة) و اعتبر البعض أنّ(اللام) في (لوقعتها) للتوقيت، إلّا أنّالظاهر أنّها للتعدية.

3- «خافضة رافعة» خبر لمبتدأ محذوف، و فيالأصل (هي خافضة رافعة).