امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 428
نمايش فراداده

تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍأُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ... «1».

و للجواب على هذا السؤال يجدر الالتفاتإلى نقطتين:

الاولى: إنّ المقصود من المقرّبين همالسابقون في الإيمان، و من المسلّم أنّالسابقين لقبول الإسلام في المصدر الأوّلمنه كانوا قلّة، أوّلهم من الرجال الإمامعلى عليه السّلام، و من النساء خديجة (رض)،في الوقت الذي نعلم أنّ كثرة الأنبياءالسابقين و تعدّد أممهم، و وجود السابقينفي كلّ امّة يؤدّي إلى زيادتهم من الناحيةالعددية.

و النقطة الثانية: أنّ الكثرة العدديةليست دليلا على الكثرة النوعية، حيث يمكنأن يكون عدد السابقين في هذه الامّةقليلا، إلّا أنّ مقامهم أفضل كثيرا، كماهو المعروف بين الأنبياء أنفسهم، إذيختلفون باختلاف درجاتهم: تِلْكَالرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى‏بَعْضٍ. «2»

و ممّا يلزم ذكره أنّ قسما من المؤمنين لميندرجوا في زمرة السابقين في الإيمان، معتوفّر الصفات و الخصوصيات فيهم و التيتجعلهم بنفس درجة السابقين من حيث الأجر والجزاء، لذلك فقد نقل في

بعض الرّوايات‏

عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال:«نحن السابقون السابقون و نحن الآخرون»«3».

و جاء في رواية عن الإمام الصادق عليهالسّلام أنّه خاطب مجموعة من أصحابه فقاللهم: «أنتم السابقون الأوّلون و السابقونالآخرون، و السابقون في الدنيا إلى و لايتنا، و في الآخرة إلى الجنّة» «4».

و من الجدير بالملاحظة أنّ بعض المفسّرينفسّر «الأوّلين و الآخرين» ب

1- آل عمران، 110.

2- البقرة، 253.

3- تفسير الصافي نهاية الآية مورد البحث.

4- تفسير الصافي نهاية الآية مورد البحث‏