امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 434
نمايش فراداده

«حور» كما قلنا سابقا جمع حوراء و أحور، ويقال للشخص الذي يكون سواد عينه شديدا وبياضها شفافا، و (عين) جمع (عيناء) و أعين،بمعنى العين الواسعة، لأنّ أكثر جمالالإنسان في عيونه، فقد ذكر هذا الوصفخصوصا.

و قال البعض: إنّ «حور» أخذت من مادّة(حيرة) يعني أنّهنّ جميلات إلى حدّ تصابالعيون بالحيرة عند رؤيتهنّ «1».

«مكنون» بمعنى مستور، و المقصود هناالاستتار في الصدف، لأنّ اللؤلؤ عند مايكون مختفيا في الصدف و بعيدا عن لمسالأيدي يكون شفّافا و ناصعا أكثر من أيوقت. و بالإضافة إلى ذلك قد يكون المقصودأنهنّ مستورات عن أعين الآخرين بصورةتامّة، لا يد تصل إليهنّ و لا عين تقععليهنّ.

و بعد الحديث عن هذه المنح، و العطاياالمادية الستّة، يضيف سبحانه: جَزاءً بِماكانُوا يَعْمَلُونَ كي لا يتصوّر أحد أنّهذه النعم تعطى جزافا، بل إنّ الإيمان والعمل الصالح هو السبيل لنيلها و الحصولعليها، حيث يلزم للإنسان العمل المستمرّالخالص حتّى تكون هذه الألطاف الإلهيّة مننصيبه.

«و يلاحظ بأنّ (يعملون) فعل مضارع يعطيمعنى الاستمرار».

و يتحدّث القرآن الكريم عن سابع نعمة مننعم أهل الجنّة، و هي التي تتسم بالطابعالروحي المعنوي حيث يقول تعالى: لايَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَ لاتَأْثِيماً.

فالجوّ هناك جوّ نزيه خالص بعيد عن الدنس،فلا كذب، و لا تهم، و لا افتراءات، و لااستهزاء و لا غيبة و لا ألفاظ نابية وعبارات لاذعة .. و ليس هنالك لغو و لا كلامفارغ .. بل الموجود هناك هو اللطف و الصفاءو الجمال و المتعة و الأدب و الطهارة، و كمهو طاهر ذلك المحيط البعيد عن الأحاديثالمدنّسة التي‏

- أيضا حول أصحاب الجنّة، و نظرا لعدمتناسب هذا المعنى خصوصا في المجالسالجماعية لأهل الجنّة، لذا فالظاهر أنّهمبتدأ لخبر محذوف، و التقدير هكذا (و لهمحور عين).

1- أبو الفتوح الرازي، ج 11 نهاية الآيةمورد البحث.