و هذا تأكيد جديد على اختصاص هذه الصفات والنعم الإلهيّة بهم.
و يحتمل أيضا أن تكون هذه الجملة مكمّلةلجملة إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً«1».
و في نهاية هذا العرض يقول سبحانه:ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ ثُلَّةٌمِنَ الْآخِرِينَ.
«ثلّة»: في الأصل بمعنى قطعة مجتمعة منالصوف، ثمّ أطلقت على كلّ مجموعة من الناسعظيمة و متماسكة، و بهذا الترتيب فإنّمجموعة عظيمة من أصحاب اليمين هم من الأممالسابقة، و مجموعة عظيمة من الامّةالإسلامية، لأنّ بين المجموعتين كثير منالصالحين و المؤمنين. بالرغم من أنّالسابقين للإيمان في الامّة الإسلاميةأقلّ من السابقين للإيمان في الأممالسابقة، و ذلك لكثرة تلك الأمم و كثرةأنبيائها.
و قال البعض: إنّ هاتين المجموعتين كلاهمامن الامّة الإسلامية، قسم من أوّلهم و قسممن آخرهم، إلّا أنّ التّفسير الأوّل أصحّ.
1- في الصورة الاولى عبارة (أصحاب اليمين)خبر لمبتدأ محذوف، و في التقدير تصبح هكذا:(هذه كلّها لأصحاب اليمين) و في الصورةالثانية جار و مجرور متعلّق بأنشأناهنّ، والتّفسير الأوّل أصحّ.