امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 489
نمايش فراداده

القاصرين الذين ليس لديهم إصرار و عنادعلى الباطل، يمكن أن تشملهم الألطافالإلهيّة. أمّا المكذّبون المعاندونفإنّهم سيبتلون بالمصير البائس و العاقبةالسيّئة التي تقدّم ذكرها.

«حميم»: بمعنى الماء الحارق أو الرياحالحارة و السموم. و (تصلية) مأخوذة من مادّة(صلى) على وزن (سعى) بمعنى الاحتراق والدخول في النار.

أمّا (تصلية) المتعدية فتأتي بمعنىالإحراق فقط.

و في نهاية هذا الحديث يضيف سبحانه: إِنَّهذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ فَسَبِّحْبِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ.

و المعروف بين المفسّرين أنّ «حقّاليقين» من قبيل الإضافة البيانية، يعنيأنّ الذي تقدّم ذكره حول الأقسام الثلاثةو هم (المقرّبون و أصحاب اليمين والمكذّبون) فهو عين الحقيقة و الحقّ واليقين.

و هنا يوجد احتمال أيضا و هو: بما أنّلليقين درجات متعدّدة، فإنّ أعلى مرحلة لههي (حقّ اليقين) أي يقين واقعي كامل و خالمن كلّ شكّ و شبهة و ريب «1».

و ممّا قلنا يتّضح أنّ (هذا) في هذه الآيةإشارة إلى أحوال الأقسام الثلاثة الآنفةالذكر، كما احتمل البعض أيضا أنّها إشارةإلى كلّ محتويات سورة الواقعة أو القرآنأجمع، إلّا أنّ التّفسير الأوّل هوالأنسب.

و هنا نقطة جديرة بالذكر أيضا و هي أنّالتعبير بـ (فسبّح)- الفاء تفريعيّة- هوإشارة إلى أنّ ما قيل حول الأقسام الثلاثةهو عين العدالة، و بناء على هذا اعتبر(ربّك) منزّها من كلّ ظلم، و إذا ما أريدالابتعاد عن مصير أصحاب الشمال فعلينا أننتنزّه من كلّ شرك و ظلم المتلازمان معإنكار القيامة.

1- طبقا لهذا التّفسير فإنّ إضافه حقّ إلىكلمة (يقين) جاءت للاختصاص و التقييد، واعتبرها البعض- أيضا- من قبيل إضافةالموصوف إلى الصفة و قالوا بمعنى (اليقين)الحقّ.