أو التي تبدو على صفحة الماء أو على السحبفي السماء! كما تطلق الحبك على الشعرالمجعّد.
و قد تفسّر الحبك على الشعر المجعّد.
و قد تفسّر الحبك بالزينة و الجمال! كذلكتأتي بمعنى الشكل الموزون و الرتيب.
و الجذر الأصلي لها «حبك» و معناه هوالشدّ و الإحكام «1»! و يبدو أنّ جميع هذهالمعاني تعود إلى معنى واحد و هي التجاعيدو التعاريج الجميلة التي تظهر على صفحاتالرمل في الصحراء أو صفحات الماء أوالتجاعيد في الشعر أو السحب في السماء.
و أمّا تطبيق هذا المعنى على السماء ووصفها بها وَ السَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ هوإمّا لنجومها ذات المجاميع المختلفة وصورها الفلكية «تطلق على مجموعات النجومالثابتة التي لها شكل خاصّ بالصورةالفلكية»! و إمّا للأمواج الجميلة التيترتسم في السحب و قد تكون جميلة إلى درجةبحيث تحدق العين فيها لفترة طويلة! أولمجرّاتها العظيمة التي تبدو و كأنّهاتجاعيد الشعر على صفحة السماء، و خاصّةصورها التي التقطت «بالتلسكوب» إذ تشبههذه الصور التجاعيد في الشعر تماما.
فعلى هذا يكون معنى وَ السَّماءِ ذاتِالْحُبُكِ أنّ القرآن يقسم بالسماء ومجراتها العظيمة التي لم تكتشفها يومئذالعيون الحادّة ببصرها و لا علم الإنسانيومئذ أيضا.
و مع ملاحظة أنّ الجمع بين المعانيالمتقدّمة ممكن و لا منافاة فيه فيحتمل أنتكون هذه المعاني كلّها مجتمعة في القسم،و نقرأ في الآية (17) من سورة
1- يراجع «لسان العرب» و المفردات للراغبمادّة الحبك.