ثمّ أضاف الملائكة قائلين: مُسَوَّمَةًعِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ كلمةمسوّمة تطلق على ما فيه علامة و وسم، وهناك أقوال بين المفسّرين في كيفية أنّها«مسوّمة»؟! قال بعضهم إنّها كانت في شكلخاصّ يدلّ على أنّها ليست أحجارا كسائرالأحجار الطبيعية، بل كانت وسيلة للعذاب.
و قال جماعة كان لكلّ واحدة منها علامة وكانت لشخص معيّن و علامتها في نقطة خاصّةليعلم الناس أنّ عقاب اللّه في منتهىالدقّة بحيث يعلم من هذه الأحجار المسوّمةأنّ أيّ مجرم ينال واحدة منها فيهلك بها.
كلمة «المسرفين» إشارة إلى كثرة ذنوبهمبحيث تجاوزت الحدّ و خرقوا أستار الحياء والخجل، و لو قدّر لبعض الدارسين أن يتفحّصحالات قوم لوط و أنواع ذنوبهم للاحظ أنّهذا التعبير في حقّهم ذو مغزى كبير «1».
و كلّ إنسان من الممكن أن يقع في الذنبأحيانا، فلو تيقّظ بسرعة و أصلح نفسهيرتفع الخطر، و إنّما يكون خطيرا حين يبلغحدّ الإسراف!.
و يكشف هذا التعبير عن مطلب مهمّ آخر، و هوأنّ هذه الحجارة السماوية التي أعدت لتنزلعلى قوم لوط لا تختّص بهؤلاء القوم، بلمعدّة لجميع المسرفين و العصاة المجرمين.
و القرآن هنا يكشف عمّا جرى لرسل اللّهإلى نبيّه لوط على أنّهم حلّوا ضيفا عنده،و قد تبعهم قوم لوط بلا حياء و لا خجل ظنّامنهم أنّهم غلمان نضرون ليقضوا منهموطرهم!! إلّا أنّهم سرعان ما أحسّوا بخطئهمفإذا هم عمي العيون، فيذكر قول اللّهفيهم»
فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَالْمُؤْمِنِينَ فَما وَجَدْنا فِيهاغَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
1- يراجع ذيل الآية (81) من سورة هود. 2- الجدير بالنظر أن في سورة هود بيانالهذه القصة لكن التعابير فيها تدل بوضوحأن لقاء الملائكة لإبراهيم كان قبل