امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 19 -صفحه : 474/ 115
نمايش فراداده

الآيات [سورة المزمل (73): الآيات 1 الى 5]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِاللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (2) نِصْفَهُأَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْزِدْ عَلَيْهِ وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَتَرْتِيلاً (4)

إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاًثَقِيلاً (5)

التفسير

يشير سياق الآيات كما بيّنا إلى دعوةالرّسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّمللاستقامة و الاستعداد لقبول مهمّة كبيرةو ثقيلة، و هذا لا يتمّ إلّا بالبناءالمسبق للذات، فيقول: يا أَيُّهَاالْمُزَّمِّلُ»، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّاقَلِيلًا، نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُقَلِيلًا، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَ رَتِّلِالْقُرْآنَ تَرْتِيلًا.

الطريف في هذه الآيات أنّ المخاطب هوالرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم، و لكنلا بعنوان يا أيّها الرّسول، أو يا أيّهاالنّبي، بل بعنوان يا أيّها المزمل، إشارةإلى إنّ هذا ليس زمان التزمل و الانزواء،بل زمان القيام و البناء الذاتي والاستعداد لأداء الرسالة العظيمة، واختيار الليل لهذا العمل أوّلا: لأنّ أعينالأعداء نائمة، و ثانيا: تتعطل الأعمالالمكاسب، و لهذا فإنّ الإنسان يستعدللتفكر و لتربية النفس.

1- «مزّمل»: أصلها متزمل، و هي من التزمل، وتعني لف الثوب على نفسه، و لهذا جاء لفظالزميل، أي المصاحب و الرفيق.