امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 19 -صفحه : 474/ 117
نمايش فراداده

قَوْلًا ثَقِيلًا.

ذكر المفسّرين في القول الثقيل أقوالامختلفة، لكن الملاحظ أن ثقل القول يراد بهالقرآن المجيد بأبعاده المختلفة ... ثقيلبلحاظ المحتوى و مفاهيم الآيات.

ثقيل بلحاظ حمل على القلوب له لما يقولهالقرآن: لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَعَلى‏ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاًمُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ «1».ثقيل بلحاظ الوعد و الوعيد و بيانالمسؤوليات.

ثقيل بلحاظ التبليغ و مشاكل طريق الدعوة.

و ثقيل في ميزان العمل و في عرصة القيامة،و بالتالي ثقيل بلحاظ تخطيطه و تنفيذهبشكل تام. نعم، و إن قراءة القرآن و أن كانت سهلة وجميلة و مؤثرة، و لكن تحقق مفاده ليس بأسهلاليسير بالخصوص في أوائل الدعوة النّبويةفي مكّة حيث الظلام و الجهل و عبادةالأصنام و الخرافات، إذ أنّ الأعداءالمتعصبين القساة كانوا قد تكاتفوا ضدالرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم، و لكنالرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وأصحابه القلائل استطاعوا أن يتغلبوا علىكل تلك هذه المشاكل باستمدادهم من تربيةالقرآن، و الاستعانة بصلاة الليل، وبالاستفادة من قربهم من ذات اللّهالمقدسة، و استطاعوا بذلك حمل هذا القولالثقيل و الوصول إلى مرادهم.

بحوث‏

1- قيام الليل بتلاوة القرآن و الدعاء

قلنا إنّ الرّسول صلّى الله عليه وآلهوسلّم و إن كان هو المخاطب في هذه الآيات،و لكن آخر السورة يشير إلى وجود مؤمنينكانوا معه في هذا العمل، و السؤال هو هلأنّ‏

1- سورة الحشر، 21.