امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 19 -صفحه : 474/ 159
نمايش فراداده

بعض ما ألقي فيها و لم تحرقه، و إذا نالتإنسانا مثلا نالت جسمه و صفاته الجسمية وتبقى روحه و صفاته الروحية في أمان منها، وأمّا «سقر» فلا تدع أحدا ممن ألقي فيهاإلّا نالته و احتوته بجميع وجوده، فهي نارشاملة تستوعب جميع من القي فيها، و قيل:إنّ المعنى لا يموتون فيها و لا يحيون، أييبقون بين الموت و الحياة، كما جاء فيالآية (13) من سورة الأعلى: لا يَمُوتُ فِيهاوَ لا يَحْيى‏.

أو أنّها لا تبقي على جسد شيئا من العظامأو اللحم، فيتّضح أنّ مفهوم الآية أنّهالا تحرقهم تماما، لأنّ هذا المعنى لا يتفقو الآية (56) من سورة النساء حيث يقول تعالى:كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْبَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَهالِيَذُوقُوا الْعَذابَ ثمّ ينتقل إلىبيان وصف آخر للنّار المحرقة فيضيف:لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ «1».

إنّها تجعل الوجه مظلما أسود أشدّ سوادامن الليل.

«بشر»: جمع بشرة، و تعني الجلد الظاهرللجسد.

«لوّاحة»: من مادة (لوح) و تعني أحياناالظاهر، و أحيانا بمعنى التغيير، و يكونالمعنى بمقتضى التّفسير الأوّل: (أنّ جهنمظاهرة للعيان).

كما جاء في الآية (36) من سورة النّازعات: وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى‏ وبمقتضى التّفسير الثّاني يكون المعنى:أنّها تغير لون الجلود.

و في آخر آية من آيات مورد البحث يقولتعالى: عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ. «2» إنّهم ليسوا مأمورين بالرحم و الشفقة، بلإنّهم مأمورين بالعذاب و الغلظة، و أمّاالآية الأخرى التي تليها فإنّها تشير إلىأنّ هذا العدد هم ملائكة العذاب، و قيلإنّها تشير إلى تسع عشرة مجموعة منالملائكة، و ليس تسعة عشر نفرا، و دليل ذلكقوله تعالى: وَ ما يَعْلَمُ جُنُودَرَبِّكَ إِلَّا هُوَ.

1- لواحة: خبر مبتدأ محذوفة تقديره (هيلواحة).

2- (عليها) خبر مقدم، و تسعة عشر مبتدأمؤخر، و هي مبنية على الفتح، و لذا لم ترفعفي الظاهر، و قيل إنّ سببه يتضمّن معنى واوالعاطفة.