امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 19 -صفحه : 474/ 178
نمايش فراداده

الآيات [سورة المدثر (74): الآيات 49 الى 56]

فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِمُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌمُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْقَسْوَرَةٍ (51) بَلْ يُرِيدُ كُلُّامْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى‏ صُحُفاًمُنَشَّرَةً (52) كَلاَّ بَلْ لا يَخافُونَالْآخِرَةَ (53)

كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) فَمَنْشاءَ ذَكَرَهُ (55) وَ ما يَذْكُرُونَإِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُالتَّقْوى‏ وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)

التّفسير

يفرّون من الحق كما تفرّ الحمر من الأسد

تتابع هذه الآيات ما ورد في الآياتالسابقة من البحث حول مصير المجرمين و أهلالنّار، و تعكس أوضح تصوير في خوف هذهالجماعة المعاندة و رعبها من سماع حديثالحقّ و الحقيقة.

فيقول اللّه تعالى أوّلا: فَما لَهُمْعَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ «1» لميفرّون من دواء

1- «ما» مبتدأ و (لهم) خبر و (معرضين) حالالضمير لهم (و عن التذكرة) جار و مجرور ومتعلق بالمعرضين، و قيل تقديم (عن التذكرة)على (معرضين) دلالة على الحصر أي أنّهمأعرضوا عن التذكرة المفيدة فقط، على كلحال فإنّ المراد من التذكرة هنا كلّ ما هونافع و مفيد و على رأسها القرآن المجيد.