امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 19 -صفحه : 474/ 190
نمايش فراداده

ملاحظات‏

1- محكمة الضمير أو القيامة الصغرى‏

نستفيد من آيات القرآن المجيد أنّ للنفسالإنسانية ثلاث مراحل:

1- النفس الامارة: و هي النفس العاصية التيتدعو الإنسان إلى الرذائل و القبائحباستمرار، و تزيّن له الشهوات، و هذا ماأشارت إليه امرأة عزيز مصر حينما نظرت إلىعاقبة أمرها فقالت: وَ ما أُبَرِّئُنَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌبِالسُّوءِ. «1»؟

2- النفس اللوامة: و هي ما أشير إليها فيالآيات التي ورد البحث فيها، و هي نفس يقظةو واعية نسبيا، فهي تزل أحيانا لعدمحصولها على حصانة كافية مقابل الذنوب، وتقع في شبك الآثام إلّا أنّها تستيقظ بعدفترة لتتوب و ترجع إلى مسير السعادة، وانحرافها ممكن، إلّا أنّ ذلك يكون مؤقتا وليس دائما و لا يمضي عليها كثير وقت حتىتعود إلى الملامة و التوبة.

و هذا هو ما يذكرونه تحت عنوان (الضميرالأخلاقي) و يكون هذا قويا جدّا عند بعضالأفراد، و ضعيفا و عاجزا عند آخرين، و لكنالنفس اللوامة لا تموت بكثرة الذنوب عندأي انسان.

3- النفس المطمئنة: و هي النفس المتكاملةالمنتهية إلى مرحلة الاطمئنان و الطاعة والمنتهية إلى مقام التقوى و الإحساسبالمسؤولية و ليس من السهل انحرافها، وهذا ما ورد في و قوله تعالى: يا أَيَّتُهَاالنَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِيإِلى‏ رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً «2».

1- يوسف، 53.

2- الفجر، 27- 28.