امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 19 -صفحه : 474/ 207
نمايش فراداده

فعند ما ينظر الكافرون إلى علامات العذابو صحائف أعمالهم الخالية من الحسنات والمملوءة بالسيئات، يصيبهم الندم والحسرة و الحزن و يعبسون وجوههم لذلك.

تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ.

يرى الكثير من المفسّرين بأنّ (الظن) هنابمعنى العلم. أي أنّهم يوقنون بمثل هذاالعذاب، و الحال أنّ بعضهم يرى أنّ (ظن) هنابمعناها المعروف أي الاحتمال القوي، و منالطبيعي أنّهم يوقنون إجمالا بأنّهم سوفيعذبون، و لكن ليس بمثل هذا العذاب الشديد«1».

«فاقرة»: من مادة (فقرة) على وزن (ضربة) وجمعها (فقار) و تعني حلقات الظهر، و يقالللحادثة الثقيلة التي تكسر حلقات الظهر«فاقرة»، «و الفقير» قيل له ذلك لهذاالوجه، أي أنّه مكسور الظهر «2».

على كل حال فإنّ هذا التعبير كنايةللعقوبات الثقيلة و التي تنتظر هذهالجماعة في جهنّم، إنّهم ينتظرون عذاباقاصما، و الحال إنّ الجماعة السابقةمنتظرون لرحمة اللّه تعالى و مستعدونللقاء المحبوب. هؤلاء لهم أسوأ العذاب.

و أولئك لهم أسمى النعم الجسمانية والمواهب و اللذات الروحانية.

1- من جملة الشواهد التي جاءوا بها لهذاالموضوع هو أنّ الظن إذا كان بمعنى العلمفيجب أن يكون (أن) بعد (تظن) مخففة منالثقيلة و الحال هو (أن) مصدر بقرينةإعمالها النصب.

2- «فاقرة»: صفة الموصوف محذوف و تقديره(داهية فاقرة) و (تظن) فعل و (وجوه) فاعله، وفي التقدير (أرباب الوجوه) أو (ذواتالوجوه).