امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 19 -صفحه : 474/ 27
نمايش فراداده

وَ عَهْدِهِمْ راعُونَ من الطبيعي أنّلأمانة معنى واسع و ليست هي الأماناتالمادية المتنوعة للناس فحسب، بل أنّهاتشمل الأمانات الإلهية و أمانات الأنبياءو كلّ الأئمّة المعصومين عليهم السّلام.

إنّ كلّ نعمة من النعم الإلهية هي منأماناته تعالى، منها المقامات الاجتماعيةو بالخصوص المسؤولون في الدولة فإنّهاتعتبر من أهم الأمانات، و لهذا ورد فيالحديث عن الإمام الباقر و الإمام الصّادقعليهما السّلام في تفسير الآية إِنَّاللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّواالْأَماناتِ إِلى‏ أَهْلِها، بأنّالمراد من الأمانات هنا «الولاية والحاكمية» «1»، و قرأنا كذلك في سورةالأحزاب (72)، إنّ التكليف و المسؤولية تعنيالأمانة الإلهية الكبيرة. إِنَّاعَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَىالسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ و الأهم من ذلككله هو الدين و الشريعة الإلهية و كتاباللّه، و هو من الأمانات الكبيرة التي يجبالحفاظ عليها بالسعي.

«العهد»: و له مفهوم واسع أيضا، يشملالعهود الإنسانية و كذلك العهود الإلهية،لأنّ العهد هو كل ما التزم به الإنسانلغيره، و ممّا لا شك فيه أنّ الإيمانباللّه و برسوله يعني الالتزام بما كلّفبه.

الإسلام أعطى أهمية بالغة لحفظ الأماناتو العهود و الالتزام بها، و قد عرف ذلكبأنّه أهمّ علامات الإيمان.

و لمزيد من الاطلاع راجع تفسيرنا هذا، ذيلالآية (58) من سورة النساء. و يضيف في الوصف الثامن: وَ الَّذِينَهُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ لأنّالقيام بالشهادة العادلة و ترك كتمانها منأهم بنود إقامة العدل في المجتمع البشري.

و قد يرفض بعض الناس أداء الشهادة بحجّةإننا لماذا نشتري عداوة هذا

1- تفسير البرهان، ج 1، ص 380.