امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 19 -صفحه : 474/ 28
نمايش فراداده

و ذاك، و نسبب المتاعب لأنفسنا بأداءالشهادة، هؤلاء أشخاص لا يبالون بالحقوقالإنسانية و يفقدون الروح الاجتماعية، ولا يؤمنون بتطبيق العدالة، و لهذا نرىالقرآن الكريم في كثير من آياته يدعوالمسلمين إلى أداء الشهادة و يعدّ كتمانهاذنبا «1». و في الوصف الأخير، و هو الوصف التاسع منهذه المجموعة، يعود مرّة أخرى إلى موضوعالصلاة، كما كان البدء بالصلاة، يقولتعالى: وَ الَّذِينَ هُمْ عَلى‏صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ.

و كما أشرنا سابقا أنّ الصلاة هنا بملاحظةالقرائن تشير إلى الفريضة، و في الآيةالسابقة تشير إلى النافلة. و من الطبيعي أن الوصف الأوّل كان إشارةإلى المداومة، و لكن الخطاب هنا حول حفظآداب و شروط الصلاة و خصائصها، و الآدابالتي تكمن في ظاهر الصلاة و التي تنهى عنالفحشاء و المنكر من جهة، و تقوي روحالصلاة بحضور القلب من جهة أخرى و تمحوالأخلاق الرذيلة التي تكون كحجر عشرة أمامقبولها، و لهذا لا يعتبر ذكرها مرّة أخرىمن قبيل التكرار.

هذه البداية و النهاية تشير إلى أنّالصلاة من بين الصفات الحميدة المذكورة هيالأهم، و لم لا تكون كذلك و الصلاة هيالمدرسة العالية للتربية، و أهم وسيلةلتهذيب النفوس المجتمع.

و في النهاية تبيّن الآية الأخيرة عاقبةالمتّصفين بهذه الأوصاف، كما بيّنت فيالآيات السابقة المسير النهائي للمجرمين،فيقول تعالى هنا في جملة مختصرة و غنيةبالمعاني: أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍمُكْرَمُونَ. «2»

1- البقرة، 283 و 140، المائدة، 106، الطلاق، 2.

2- «في جنات» خبر ب- «أولئك» و «مكرمون» خبرثان أو أنّه خبر و «في جنات» متعلق به«تمعن».