امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 19 -صفحه : 474/ 294
نمايش فراداده

و بنظرة دقيقة إلى مجموع آيات السورة وسياق طرحها، و ما ذكرته الآيات اللاحقة منملامح القدرة الإلهية بعرض بعض مصاديقهافي السماء و الأرض، و بعد هذا العرض تؤكّدإحدى الآيات، إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِكانَ مِيقاتاً ثمّ مخالفة و عدم تقبلالمشركين لمبدأ «المعاد»، كل ذلك يدعمالتّفسير الأوّل القائل: بأنّ النبأالعظيم هو يوم القيامة. «النبأ»: كما يقول الراغب في مفرداته: خبرذو فائدة عظيمة يحصل به علم أو غلبة ظن، ولا يقال للخبر في الأصل نبأ حتى يتضمّن هذهالأشياء الثلاثة «1».

فوصف «النبأ» بـ «العظيم» للتأكيد علىأهميته، و للبت بأنّ ما يشك فيه البعضإنّما هو: أمر واقع، بالغ الأهمية، خطير ..و كما قلنا فهذا المعنى يناسب كونه يومالقيامة أكثر ممّا يناسب بقية التفاسير.

و ربّما كانت جملة «يتساءلون» إشارة إلىالكفّار دون غيرهم، لأنّهم كثيرا ما كانوايتساءلون فيما بينهم بخصوص «المعاد»، و ماكان تساؤلهم لأجل الفحص و التحقيق وصولاللحقيقة، بل كان لغرض التشكيك لا أكثر. و ثمّة احتمال آخر: كون تساؤلهم كان موجهاإلى المؤمنين عموما، أو إلى النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم خاصّة «2».

و قد يتساءل أنّه إذا كان «النبأ العظيم»هو يوم القيامة، فلما ذا يقول القرآنالكريم: الَّذِي هُمْ فِيهِمُخْتَلِفُونَ، و في علمنا أنّ الكفارمجمعون على إنكاره؟؟

1- مفردات الراغب، مادة (نبأ).

2- مع أنّ باب (التفاعل) غالبا ما يشير إلىالفعل المقابل، إلّا أنه- أحيانا- قد يعطيمعنى الفعل الثلاثي المجرّد أو معان أخرى.. (و ذكر بعض أهل اللغة خمسة معان للتفاعل:

1- اشتراك اثنين أو أكثر في فعل ما.

2- المطاوعة، مثل (تباعد).

3- إظهار خلاف الواقع، مثل (تمرض).

4- الوقوع التدريجي، مثل (توارد).

5- معنى فعل ثلاثي، مثل (تعالى) بمعنى (علا).