و هذا نوع من أنواع العذاب الإلهي، وبالعكس فإنّ التقوى و حسن العمل و التدبيريمكن أن تكون سببا لتأخير الأجل، و لكنالأجل النهائي لا يتغير بأي حال منالأحوال، و يمكن توضيح هذا الموضوع بمثالواحد، و هو أنّه ليس باستطاعة الإنسان أنيبقى خالدا، و إذا كانت جميع الأجهزةالبدنية تعمل جيدا ففي النهاية سوف يصلشيئا فشيئا إلى زمن ينتهي عمره بعجز فيالقلب، و لكن تطبيق الأوامر الصحية ومجابهة الأمراض يمكن أن يطيل في عمرالإنسان، و في حالة عدم مراعاة هذه الأمورفإنّ من المحتمل أن يقلل ذلك من عمر و ينهيعمره بسرعة. «1» ملاحظة
النقطة الأخرى التي يمكن استفادتها منهذه الآية هو تأثير الذنوب في تقصيرالعمر، لأنّه يقول: «إنّ كنتم تؤمنونباللّه و تتقوه يهب لكم عمرا طويلا و يؤخرموتكم» و هذا يعني أنّ الذنوب توجّه ضرباتمهولة للجسم و الروح بحيث تساعد في القضاءعليه.
و في الرّوايات الإسلامية أيضا تأكيدكبير على هذا المعنى، منها ما ورد في حديث غني المحتوى عن الامام الصادقعليه السّلام قال: «من يموت بالذنوب أكثرممن يموت بالآجال، و من يعيش بالإحسانأكثر ممن يعيش بالأعمار». «2»
1- كان لنا بحث آخر حول الأجل النهائي والأجل المعلق و ذلك في ذيل الآية (2) من سورةالأنعام.
2- سفينة البحار، ج 1، ص 488، مادة (ذنب).