امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 19 -صفحه : 474/ 452
نمايش فراداده

إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِالْيَمِينِ وَ عَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ.

و ثمّة آيات قرآنية اخرى تشير إلى رقابةالملائكة لما يفعله الإنسان في حياته. إنّ نظر و شهادة اللّه عزّ و جلّ على أعمالالإنسان، ممّا لا شك فيه، فهو الناظر لمايبدر من الإنسان قبل أيّ أحد، و أدق من كلّشي‏ء، و لكنّه سبحانه و لزيادة التأكيد ولتحسيس الإنسان بعظم مسئولية ما يؤديه،فقد وضع مراقبين يشهدون على الإنسان يومالحساب، و منهم هؤلاء الملائكة الكرام.

و قد فصّلنا أقسام المراقبين الذين يحفونبالإنسان من كلّ جهة، و ذلك ذيل الآيتين (20و 21) من سورة فصّلت، و نوردها هنا إجمالا، وهي على سبعة أقسام. أوّلا: ذات اللّه المقدّسة، كما في قولهتعالى: وَ لا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍإِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْتُفِيضُونَ فِيهِ «1».

ثانيا: الأنبياء و الأوصياء عليهمالسّلام، بدلالة قوله تعالى: فَكَيْفَإِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍبِشَهِيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلى‏ هؤُلاءِشَهِيداً «2».

ثالثا: أعضاء بدن الإنسان، بدلالة قولهتعالى: يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْأَلْسِنَتُهُمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ«3».

رابعا: جلد الإنسان و سمعه و بصره، بدلالةقوله تعالى: حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَعَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَ أَبْصارُهُمْوَ جُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ«4».

خامسا: الملائكة، بدلالة قوله تعالى:

1- يونس، الآية 61.

2- النساء، الآية 41.

3- النور، الآية 24.

4- فصلت، الآية 21.