تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

نسخه متنی -صفحه : 533/ 155
نمايش فراداده

(8) سورة الأنفال ست و سبعون آية (76) مدنية

و قيل إلا من" وَ إِذْ يَمْكُرُ 30" إلى آخرسبع آيات‏

«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ» عنحكمها و هي كل ما أخذ من دار الحرب بغيرقتال، و كل أرض لا رب لها، و المعادن والآجام و بطون الأودية و قطائع الملوك، وميراث من لا وارث له و قرى‏ء يسألونكالأنفال أي أن تعطيهم «قُلِ الْأَنْفالُلِلَّهِ وَ الرَّسُولِ» يختص بهما و جعلهالرسول لمن قام مقامه من بعده «فَاتَّقُوااللَّهَ» في الاختلاف و الخلاف «وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ» الحال التيبينكم أو حقيقة وصلكم بالمواصلة و تركالشقاق «وَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ» في أوامرهما و نواهيهما «إِنْكُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ» «1»

(1) مومنين. كاملي الإيمان «إِنَّمَاالْمُؤْمِنُونَ» «2»

(2) المومنون. الكاملو الإيمان «الَّذِينَإِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْقُلُوبُهُمْ» خافت لذكره تعظيما له أو إذاذكر وعيده تركوا المعاصي خوفا من عقابه«وَ إِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ «3»

(3) عليهم: بضم الهاء آياتُهُ زادَتْهُمْإِيماناً» أي تصديقا لرسوخ اليقين بظاهرالحجج «وَ عَلى‏ رَبِّهِمْيَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَالصَّلاةَ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْيُنْفِقُونَ» فسر في البقرة «4»

(4) أنظر الآية 3 منها.

«أُولئِكَ» المستجمعون لهذه الخصال«هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا» أي إيماناحقا لا يشوبه شك أو حق ذلك حقا «لَهُمْدَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ» في الجنةيرتقونها بأعمالهم «وَ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ» دائم كثير في الجنة «كَماأَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَبِالْحَقِّ» كما متعلق بما دل عليهالأنفال لله و الرسول، أي جعلها لك و إنكرهوا و لم يعلموا أنها صالح لهم كإخراجكمن وطنك بالمدينة للحرب و إن كرهوه، أو خبرمحذوف أي هذه الحال في كراهتهم لهاكإخراجك في كراهتهم له «وَ إِنَّ فَرِيقاًمِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ» حال أيأخرجك في حال كراهتهم،

قيل إن عير قريش أقبلت من الشام و فيها أبوسفيان و جماعة فعلم بها النبي (ص) فانتدبأصحابه ليغنموها فخرجوا و هم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا فعلمت قريش فخرج أبو جهلبأهل مكة ليذبوا عنها و هم النفير و أخذتالعير الساحل فنجت فأشير على أبي جهلبالرجوع فأبى و سار إلى بدر و قد وعد اللهنبيه إحدى الطائفتين فاستشار أصحابه فكرهبعضهم قتال النفير فقالوا لم نتأهب لهإنما خرجنا للعير فقال العير مضت و هذا أبوجهل قد أقبل فرادوه فغضب ص فقال سعد بنعبادة و المقداد و سعد بن معاذ امض لماأردت فإنا معك و لم يتخلف منا أحد عنك فسربذلك و قال سيروا على بركة الله‏

«يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ» أي القتالإذ قالوا هلا أخبرتنا لنستعد له «بَعْدَما تَبَيَّنَ» ظهر و عرفوا صوابه«كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ» أي هم في كراهتهم لهكمن يساق إلى الموت و هو يعاين أسبابه «وَإِذْ» و اذكر إذ «يَعِدُكُمُ اللَّهُإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ» العير أوالنفير «أَنَّها لَكُمْ وَ تَوَدُّونَأَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُلَكُمْ» أي تريدون العير لقلة الناس والسلاح فيها دون النفير لكثرة عدهم وعددهم و الشوكة الحدة كنى بها عن الحرب «وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ»يثبته‏