تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 510/ 103
نمايش فراداده

وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينالَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّاللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [29/ 69]فالمطلوب هاهنا إمّا زيادة ما منحوه منالهدى أو الثبات عليه أو حصول المراتبالمرتّبة عليه، فإذا قال العارف الواصل:اهدنا عنى أرشدنا طريق السير فيك لتمحوعنّا ظلمات أحوالنا و تميط غواشي أبداننالنستضي‏ء بنور قدسك فنراك بنورك.

مكاشفة [الصراط و مرور الإنسان عليه‏]

اعلم إنّ معرفة حقيقة الصراط و استقامتهاو المرور عليه و الضلال عنه من المعارفالقرآنيّة التي يختص بدركها أهل المكاشفةو المشاهدة و ليس لغيرهم من سائر المسلمينإلّا مجرّد التصديق و الإذعان به تسليما وايمانا بالغيب لا ببصيرة حاصلة من نوراليقين و نعم ما قيل: من لا كشف له لا علمله.

و اللمعة اليسيرة من هذا العلم:

هي إنّ الموجودات الممكنة منقسمة إلىقائمة و متحركة. و العبارة من الاولى عالمالأمر و القضاء و الإرادة وَ ما أَمْرُناإِلَّا واحِدَةٌ [54/ 50] و منه نشأ الملائكةالمقرّبون القائمون بأمره تعالى فيمنازلهم و مراتبهم المفطورون على كمالهمالأصلي، لا يتعدّونه كل له مقام معلوممنهم سجود لا يركعون و منهم ركوع لايسجدون. و العبارة من الثانية عالم الخلق والفعل (98) و التقدير. قال: كَما بَدَأْناأَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداًعَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ [21/ 104] وعالم الخلق دائم الحركة و الانتقال والحدوث و الزوال و نحن قد أقمنا البرهانعلى تجدّد الطبائع الجسميّة و سيلانالجواهر الماديّة برهانا قطعيّا و بيّناإن غاية جميع هذه الحركات و الانقلاباتالإراديّة و الطبيعيّة هو اللّه تعالى وانّ جميع الموجودات العالية و السافلةيتوجّهون نحوه و يولّون شطره بما يسرىإليهم من نور عشقه و فيض رحمته. و هذاالمعنى ممّا