تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 510/ 109
نمايش فراداده

امّه أربعين يوما نطفة، ثمّ أربعين يوماعلقة، ثمّ أربعين يوما مضغة، ثمّ يؤمرالملك فينفخ فيه الروح. فيقول: يا ربّ أذكرأم أثنى؟ أشقيّ أم سعيد ما رزقه ما أجله ماعلمه؟ فالحق يملى و الملك يكتب.

فأين هذا من قوله فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوالَهُ ساجِدِينَ [15/ 29] شتّان بينهما هاهناأضاف المباشرة إلى نفسه بضمير الإفرادالرافع للاحتمال و لهذا قرع بذلك المتكبّراللعين المتأبّي عن السجود له و لعنه وأخزاه بقوله ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَلِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ [38/ 75] و قد وقعالتأكيد في هذا المعنى منه صلى الله عليهوآله بأمور كثيرة منها قوله «1»: إنّ اللّه خلق آدم على صورته وبرواية على صورة الرحمن.

و لقوله في التأكيد الرافع للاحتمال الذيركن إليه أرباب العقول السخيفة الجاهلونبأسرار الشريعة و الحقيقة في وصيته بعضأصحابه في الغزو «2»: إذا ذبحت فأحسنالذبحة و إذا قتلت فأحسن القتلة و اجتنبالوجه فإن اللّه خلق آدم على صورته.

و قال أيضا صلوات اللّه عليه و آله في هذاالمعنى «3»: إذا خلق خلقا للخلافة مسحبيمينه‏10) على ناصيته. فنبّه على مزيد الاهتمام والخصوصيّة.

و أشار أيضا في حديث آخر ثابت إنّ الذي باشر الحقّسبحانه إيجاده أربعة

1) البحار: 4/ 12. البخاري: 8/ 62. المسند: 2/ 244.

2) ما وجدت الرواية على ما نقلها المؤلف، ولكن‏ جاء في السنن: «ان اللّه كتب الإحسان علىكل شي‏ء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة و إذاذبحتم فأحسنوا الذبحة و ليحد أحدكم شفرتهو ليرح ذبيحته» (ترمذى، باب ما جاء فيالنهى عن المثلة: 4/ 23).

و جاء في رواية اخرى «إذا ضرب أحدكم فليجتنبالوجه فان اللّه خلق آدم على صورته» (مسند:2/ 244) و في لفظ: «إذا قاتل أحدكم فليجتنبالوجه» (مسند: 2/ 463).

3) في الجامع الصغير (1/ 67): ان اللّه تعالى إذاأراد أن يخلق خلقا للخلافة مسح يده علىناصيته ....