تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 510/ 125
نمايش فراداده

و من أشرك باللّه فهو من الموقف إلى النارمع المعطّلة و من أهل النار الذين هم أهلهاإلّا المنافقين فلا بدّ لهم أن ينظروا إلىالجنة و ما فيها من النعيم فيطمعون على حسبداعيتهم و شوقهم إلى الكمال فذلك نصيبهممن نعيم أهل الجنان (150) ثمّ يصرفون إلىالنار.

و هذا من عدل اللّه فيهم فقوبلوابأعمالهم.

و أمّا الموحّد فلا يخلّد في النار إنّمايمسك و يسأل و يعذّب على الصراط و الصراطعلى متن جهنّم كما مرّ غائب فيها الكلاليب(151) التي فيها يمسكهم اللّه عليه.

و لمّا كان الصراط في النار و ما ثمّ طريقإلى الجنّة إلّا عليه قال تعالى وَ إِنْمِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى‏رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا ثُمَّنُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ نَذَرُالظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا و من عرفمعنى هذا القول عرف إنّ مكان النار (152) ماهو.

تصوير ايماني‏

قد ورد في صفة الصراط: إنّه أدقّ من الشعرو أحدّ من السيف و كذا علم حقيقة الايمان(153) و التوحيد و العمل بالأركان و التجريدو لا تزال في كل ركعة من الصلوة تقول:

اهدنا الصّراط المستقيم. فلأمر مّا أوجباللّه عليك ذلك فأعظم الأمور و أجلّهامنفعة لك تحقيق هذا الصراط و عرفانه فإنّهأدقّ من الشعر و أحدّ من السيف فظهوره فيالدنيا ظهور عقليّ و في الآخرة ظهور حسّيأبين و أوضح من ظهوره في الدنيا إلّا لمندعى إلى اللّه على بصيرة كما قال تعالىقُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَىاللَّهِ عَلى‏ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِاتَّبَعَنِي و قد جاء في الخبر أيضا: إن الصراط يظهر يومالقيمة منه للأبصار على قدر نور المارّينعليه فيكون دقيقا في حقّ بعض و عريضا فيحقّ آخرين‏ يصدّق هذا الخبر قوله تعالى: نورهم يسعىبين أيديهم و بايمانهم و السعي مشي و ماثمّ طريق إلى اللّه إلّا الصراط و إنّماقال: بايمانهم، لأنّ المؤمن في الآخرة لاشمال له (154)، كما انّ الكافر لا يمين له هذابعض أحوالك.