تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 510/ 180
نمايش فراداده

و حقّ و باطل و قناعة و حرص و حلم و طيش وسائر الأخلاق المتضادّة و الصفاتالمتنافية فلينظر أيّها يختار فإنّه إذااستحكم المرافقة تعذّرت المفارقة قالتعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوااتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَالصَّادِقِينَ [9/ 119].

ثمّ إذا تطهّر و تجرّد فليرفع يديه إشارةإلى توديع الدنيا و الآخرة و ليوجّه قلبه وروحه و سرّه إلى اللّه تعالى ثم ليقل:اللّه أكبر أي من كلّ الموجودات بل هو أكبرمن أن يقاس إليه غيره.

و قل: وجّهت وجهى للّذى فطر السّموات والأرض حنيفا، فقولك: وجّهت وجهي، هو معراجالخليل على نبيّنا و عليه الصلوة و السلام.كما انّ قولك: سبحانك اللّهم و بحمدك،معراج الملائكة حيث قالوا: نحن نسبّحبحمدك و نقدّس لك، و قولك:

انّ صلواتي و نسكي و محياي و مماتي للّهربّ العالمين معراج الحبيب محمّد صلى اللهعليه وآله.

فقد جمع المصلّي بين معراج الملائكةالمقرّبين و معراج عظماء الأنبياءالمرسلين.

ثمّ إذا فرغت من هذه الحالة فقل: أعوذباللّه (211) من الشيطان الرجيم، حذرا عنمكره و إغوائه و دفعا لإعجابك عن نفسك. و فيهذا المقام يفتح لك أحد أبواب الجنّة و هوباب المعرفة.

و بقولك: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، يفتحباب الذكر.

و بقولك: الحمد للّه ربّ العالمين يفتحباب الشكر.

و بقولك: الرّحمن الرّحيم يفتح بابالرجاء.

و بقولك: مالك يوم الدين، يفتح باب الخوف.

و بقولك: ايّاك نعبد و ايّاك نستعين، يفتحباب الإخلاص المتولّد من معرفة العبوديّة.

و بقولك: اهدنا الصراط المستقيم، يفتح بابالدعاء و التضرّع، ادعوني استجب لكم‏