وحده لا شريك له ليتمّ لك بهذه الشهادةمعرفة المبدأ. و أشهد أنّ محمدا عبده ورسوله، ليتمّ لك معرفة المعاد و ليصعدإليه نور روحك و ينزل إليك روح محمّد صلىالله عليه وآله فيتلاقى الروحان و يحصلهناك الروح و الريحان فقل: السلام عليكأيّها النبيّ و رحمة اللّه و بركاته، فعندذلك يقول محمد صلى الله عليه وآله: السلامعلينا و على عباد اللّه الصّالحين ثمّ إذاذكرت اللّه في صلاتك بهذه الأثنية والمحامد، ذكر اللّه ايّاك في محافلالملائكة كما قال «1»: من ذكرني في ملاء ذكرته في ملاءخير من ملائه.
و إذا سمع الملائكة ذلك اشتاقوا إلى العبدفقال اللّه: إن الملائكة اشتاقوا إلىزيارتك و قد جاؤك زائرين، فابدأ بالسلامعليهم لتكون من السابقين، فقل: السلامعليكم و رحمة اللّه و بركاته، كلام أهلالجنة الذين تحيّتهم فيها سلام فلا جرمإذا دخل المصلّون الجنة يدخلون عليهم منكلّ باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبىالدّار.
الوجه الثالث «2» إنّ آيات الفاتحة سبع و الأعمال المحسوسةفي الصلوة غير القراءة و الأذكار سبعة:القيام و الركوع و الانتصاب منه و السجودالأول و الانتصاب منه و السجود الثاني والقعدة.
فهذه الأعمال كالشخص و الفاتحة لهاكالروح، و إنّما يحصل الكمال و الحيوة عنداتّصال الروح بالجسد. فقوله: بسم اللّهالرّحمن الرّحيم، بإزاء القيام، ألا ترىأنّ الباء في بسم اللّه لمّا اتّصل باسماللّه حصل قائما مرتفعا.
1) المحاسن للبرقي: 1/ 39. و جاء ما يقرب منهفي الكافي: 2/ 498 و 50. 2) تفسير الفخر الرازي: 1/ 213.