تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 510/ 183
نمايش فراداده

و أيضا التسمية لبداية الأمور، كلّ امر ذي بال لم يبدأ فيه باسم اللّه فهوأبتر «1» و القيام أيضا أول الأعمال.

و قوله: الحمد للّه ربّ العالمين بإزاءالركوع لأنّ الحمد في مقام التوحيد نظراإلى «2» الحقّ و إلى الخلق و المنعم والنعمة. لأنّه الثّناء على اللّه بسببالإنعام الصادر منه إلى العبد.

فهو حالة متوسّطة بين الإعراض والاستغراق. كما انّ الركوع حالة متوسّطةبين القيام و السجود، و أيضا ذكر النعمةالكثيرة مما يثقل الظهر فينحنى.

و قوله: الرحمن الرحيم مناسب للانتصابلأنّ العبد لما تضرّع إلى الله بالركوعفاللائق برحمته أن يردّه إلى الانتصاب، ولهذا قال صلى الله عليه وآله: إذا قال العبد«سمع اللّه لمن حمده» نظر إليه بالرحمة.

و قوله: مالك يوم الدين مناسب للسجدةالاولى لدلالته على كمال القهر و الجلال والكبرياء و ذلك يوجب الخوف الشديدالمستتبع لغاية الخضوع.

و قوله: إيّاك نعبد و إياك نستعين مناسبللقعدة بين، السجدتين لأنّ إيّاك نعبدإخبار عن السجدة التي تقدّمت و إيّاكنستعين استعانة باللّه في أن يوفّقهللسجدة الثانية.

و قوله: اهدنا الصّراط المستقيم، سؤاللأهم الأشياء، فيليق به السجدة الثانيةليدلّ على نهاية الخضوع.

و قوله: صراط الذّين أنعمت عليهم إلىآخره، مناسب للقعود لأنّ العبد لما أتىبغاية التواضع قابله الله بالإكرام والقعود بين يديه، و حينئذ يقرأ ما قرأهامحمّد صلى الله عليه وآله في معراجه،فالصلوة معراج المؤمن.

1) جاء ما يقرب منه في البحار: كتاب الآدابو السنن، باب الافتتاح بالتسمية:

76/ 305. المسند: 2/ 359.

2) في تفسير الرازي: لان العبد في مقامالتحميد ناظر الى.