تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 510/ 231
نمايش فراداده

ليس في كونه بالغا من الجزالة و حسن النظمالمبالغ التي بذّت بلاغة كل ناطق و شقّتغبار كلّ سابق، مجال للشبهة و لا مدخلللريبة.

ليعلموا إنّه لم يتجاوز الحدّ الخارج منقرى الفصحاء، و لم يقع وراء مطامح عيونالبصراء إلّا لأنّه ليس بكلام البشر وإنّه كلام خالق القوى و القدر.

و قيل: معناه لا ريب فيه للمتقين، و «هدى»حال من الضمير المجرور، و العامل فيهالظرف الواقع صفة للمنفي.

أقول: و هذا كقولك لمن يباحثك في مقدّمةعلميّة: ما قلته لك أمر بديهي عند من يهتدىبه من العقول الصحيحة و القلوب السليمة.

و أما النكتة (252) في تقديم «الريب» هاهناعلى الظرف و تأخير «الغول» عنه في قوله:

لا فيها غول، فهي إنّ الأهمّ هاهنا نفيالريب بالكلية عن الكتاب، و لو قلت: لا فيهريب، لأوهم إنّ هناك كتابا آخر حصل فيهالريب، كما قصد في قوله لا فيها غول، تفضيلخمر الجنّة على خمور الدنيا بأنّها لاتغتال العقول كما يغتال خمر الدنيا.

تنبيه‏

الوقف على «فيه» هو المشهور و عن نافع وعاصم انّهما وقفا على «ريب» و لا بدّ لهماأن ينويا خبرا، و نظيره قولك: لا ضير و لاباس. فالتقدير: لا ريب فيه، فيه هدى.

قيل إنّ القراءة المشهورة أولى، لأنّ كونالكتاب نفسه هدى أولى من أن يكون فيه هدى وأوفق لما تكرّر في تسمية القرآن من أنّهنور و هدى.