تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 510/ 253
نمايش فراداده

مؤمنين مع عظيم الوعيد في ترك الهجرةبقوله تعالى: الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُالْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ [4/ 97]إلى قوله: ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْمِنْ شَيْ‏ءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا [8/ 72].

و منه أيضا قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ [8/ 27] و قوله: يا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِتَوْبَةً نَصُوحاً [66/ 8] إلى غير ذلك منالآيات التي يجرى هذا المجرى.

الرابع: إنّه تعالى قال لا إِكْراهَ فِيالدِّينِ [2/ 256] يدلّ على أنّه من الأمورالاعتقاديّة التي لا يمكن تحصيلها بالجبرو الإكراه.

و كذا قوله صلى الله عليه وآله: «ليس الدينبالتمنّى «1»» يعلم إنّه ليس أمرا اختياريّا و لو كان منباب الأعمال البدنيّة كالصلوة و الصيام،لأمكن تحصيله في شخص آخر بالجبر و في الشخصنفسه بالتمنّى.

الخامس: إنّ العلم و التصديق اليقيني غيرقابل للزوال و التغيير، فهو المتعيّن بأنيكون أصلا في الايمان.

السادس: إنّ الايمان في أصل اللغة بمعنىالتصديق و الإذعان، فلو صار في عرف الشرعلغير هذا المعنى لزم أن لا يكون عربيّا، وذلك ينافي وصف القرآن بكونه عربيّا.

و أيضا لو صار منقولا عن معناه و مسمّاهالأصلي، لتوفّرت الدواعي على معرفة ذاكالمسمّى، و لاشتهر و بلغ إلى حدّ التواتر،و ليس كذلك، فعلم إنّه باق على أصل الوضع.

و أيضا لا خلاف لأحد في أنّ لفظ الايمانإذا عدّي بحرف الباء، كان معناه التصديقكما هو في اللغة، فوجب أن يكون المعدّىكذلك، لا يقال هذا إثبات اللغة بالقياس وهو غير جائز كما ثبت في علم الأصول، لأنّانقول ليس كذلك بل هذا استنباط

1) الجامع الصغير (2/ 134): «ليس الايمانبالتمني و لا بالتحلي ...».