تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 510/ 254
نمايش فراداده

المعنى الأصلي من موارد الاستعمال إذالتعدية بالحرف لا يغيّر أصل المعنىالمصدري بل يزيده كمالا و قوة.

و أمّا المعتزلة فقد اعترفوا أنّ الايمانإذا عدّي بالباء، كان المراد به التصديقكما في أصل اللغة، و لذلك إذا قيل: «فلانآمن باللّه و برسوله» يكون المراد عندهمأيضا مجرد التصديق، إذ الايمان بمعنى أداءالواجبات لا يمكن فيه هذه التعدية، فلايقال:

«فلان آمن بكذا» إذا صام أو صلّى، و أماإذا ذكر مطلقا بلا تعدية، فقد زعموا إنّهمنقول من المسمّى اللغوي إلى معنى آخر وهذا تحكّم محض كما لا يخفى.

فصل [درجات الايمان و مراتبه‏]

فالمذهب المنصور المعتضد بالبرهان إنّالايمان في عرف الشرع هو التصديق بكل ماعلم بالضرورة من دين نبيّنا صلى الله عليهوآله. لكن قد يسمّى الإقرار ايمانا كمايسمّى تصديقا، إلّا انّه متى صدر عن شكّ أوجهل كان ايمانا لفظيّا لا حقيقيا، و من هذاالقبيل تقسيم المنطقيّين القضية- و هيالحكم بثبوت أمر لآخر- إلى قضيّة معقولة وإلى قضيّة ملفوظة.

و قد يسمّى أعمال الجوارح ايمانا استعارةو تلويحا كما يسمّى تصديقا لذلك، كما يقال:«فلان يصدق أفعاله مقاله» و الفعل ليسبتصديق باتّفاق أهل اللغة، فالإيمان منالألفاظ المشكّكة التي يتفاوت معناها فيالشدّة و الضعف، و الكمال و النقص، فهومنقسم إلى حقيقيّ و مجازيّ، باطنيّ وظاهريّ، بل ينقسم كما أشار إليه بعضالعرفاء، إلى لبّ و لبّ لبّ، و قشر و قشرقشر، و هذا بعينه كانقسام الإنسان إلى هذهالمراتب، فإنّ الايمان من مقامات الإنسانفي إنسانيّته.

و قد يمثّل هذا تقريبا للأفهام الضعيفةبالجوز، فإنّ له قشرين الأعلى و الأسفل، و